أسبانيا تفرض متطلبات وشروط وخمسة وثائق جديدة على القادمين من السعودية

تستعد دول الاتحاد الأوروبي لتطبيق نظام جديد لتنظيم دخول المسافرين من خارج دول التكتل، ويعرف باسم ETIAS (نظام معلومات وتصاريح السفر الأوروبي).

أسبانيا تفرض متطلبات وشروط وخمسة وثائق جديدة على القادمين من السعودية 

وينتظر أن يتم تفعيله في منتصف عام 2025، ليصبح إلزامي على مواطني العديد من الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ومن بينهم السعوديون، الراغبون في زيارة دول الاتحاد ومنها إسبانيا.

ما هو نظام ETIAS؟

يعد نظام ETIAS بمثابة تصريح دخول إلكتروني مشابه لتأشيرة دخول مؤقتة، ويهدف إلى تعزيز أمان الحدود الأوروبية ومراقبة حركة الزوار بشكل أكثر دقة، يشمل النظام ما يلي:

• تقديم طلب إلكتروني مسبق عبر منصة رسمية.
• رسوم بسيطة قدرها 7 يوروهات تدفع لمرة واحدة.
• صلاحية التصريح تمتد إلى ثلاث سنوات من تاريخ الموافقة، أو حتى انتهاء صلاحية جواز السفر، أيهما أقرب.
• متطلبات أساسية مثل معلومات الجواز، تفاصيل الرحلة، وخلفية المسافر.

ورغم أن التصريح لا يعد بديل عن التأشيرة التقليدية (في حال تطلبت الدولة الأوروبية تأشيرة)، إلا أنه شرط أساسي للسفر إلى دول شنغن لمن يُعفون من التأشيرة.

إسبانيا وجهة مشتعلة بالسياحة

شهدت إسبانيا في عام 2024 ارتفاع قياسي في أعداد السياح، حيث تجاوز عدد الزائرين 94 مليون شخص، بزيادة نسبتها 10٪ عن العام السابق، كما بلغ الإنفاق السياحي 126 مليار يورو، وهو ما يشكل نحو 13٪ من الناتج المحلي الإجمالي الإسباني.

غير أن هذا النمو المتسارع في القطاع السياحي جاء مصحوب بتحديات محلية، شملت:

• ضغوط بيئية على المناطق الطبيعية والمواقع التاريخية.
• تكدس سكاني وسياحي في المدن الكبرى مثل برشلونة ومدريد.
• احتجاجات شعبية ضد تزايد أسعار المعيشة ونقص الإسكان.

لذلك، شرعت الحكومة الإسبانية في تطبيق قوانين محلية وتنظيمات أكثر تشدد، تختلف حسب كل مدينة أو منطقة، بهدف الحفاظ على التوازن بين استقبال السياح وراحة السكان.

قيود وغرامات

مع دخول هذه الإجراءات حيز التنفيذ، أصبحت التجربة السياحية في إسبانيا أكثر تنظيم لكنها أيضا أكثر تعقيد، خصوصا مع وجود غرامات عالية تصل إلى مئات اليوروهات عند مخالفة القوانين المحلية.

قد تشمل المخالفات:

• الإقامة في منازل دون ترخيص سياحي.
• التصوير أو التخييم في مناطق محظورة.
• ارتداء ملابس غير مناسبة في الأماكن المقدسة.
• تجاوز مدة الإقامة المسموح بها في التصريح.

لذا ينصح بالمتابعة الدقيقة للأنظمة المحلية قبل السفر، وتجنب الافتراضات أو التخمينات فيما يتعلق بالقوانين.

خمسة مستندات أساسية يجب تجهيزها قبل السفر

اعتبار من عام 2025، سيكون على المسافرين السعوديين إلى إسبانيا، حتى وإن كانت رحلتهم قصيرة، إبراز مجموعة من الوثائق الإلزامية عند دخول الأراضي الإسبانية:

• جواز سفر ساري لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر بعد تاريخ المغادرة المخطط له من إسبانيا.
• تذكرة طيران مؤكدة للذهاب والعودة.
• إثبات حجز فندقي أو عنوان إقامة واضح (مع مستند يثبت الحجز).
• تأمين سفر ساري المفعول يغطي كامل مدة الإقامة.
• إثبات قدرة مالية لتغطية النفقات، سواء نقد أو من خلال كشف حساب بنكي أو بطاقة مصرفية.

في حال الإقامة لدى أقارب أو أصدقاء

إذا كانت الخطة تشمل الإقامة مع أقارب أو أصدقاء داخل إسبانيا، فقد تطلب السلطات تقديم:

• دعوة رسمية موثقة (Carta de Invitación) صادرة من الجهة الإسبانية المختصة.
• أو مستند رسمي يثبت العنوان بدقة، مع معلومات الاتصال بالمضيف.

هذه المتطلبات أصبحت ضرورية لتوضيح مكان الإقامة وتحديد مسؤولية الاستضافة.

رقابة حدودية مشددة عند الوصول

في إطار التعاون الأوروبي لحماية الأمن الداخلي، سيتم إخضاع جميع القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي لتفتيش شامل عند نقاط الدخول، يشمل ذلك:

• فحص بصمات الأصابع والوجه.
• مراجعة مستندات السفر والتأشيرات أو التصاريح.
• التحقق من المعلومات في قواعد بيانات الأمن الأوروبية.

تهدف هذه الإجراءات إلى منع الهجرة غير النظامية وتعزيز أمان الدولة، وهي خطوات أصبحت معيار موحد في العديد من الدول الأوروبية.

نصائح هامة للمسافرين السعوديين

لضمان تجربة سفر خالية من التعقيدات، ينصح بما يلي:

• التحقق المستمر من المتطلبات الرسمية عبر موقع السفارة الإسبانية أو الموقع الحكومي الأوروبي الخاص بـ ETIAS.
• تقديم الطلبات في وقت مبكر تفادي لأي تأخير.
• حمل نسخ رقمية وورقية من جميع المستندات المطلوبة.
• مراعاة القوانين المحلية بدقة، وعدم الاعتماد فقط على التجارب السابقة.

تجربة سياحية ناجحة تبدأ بالإعداد الجيد

مع دخول تنظيمات جديدة مثل ETIAS حيز التنفيذ، وإسبانيا تتجه نحو تنظيم أكثر دقة للقطاع السياحي، أصبحت التحضيرات المسبقة والمعلومات الموثوقة عناصر أساسية لأي تجربة سفر ناجحة.

إسبانيا تظل وجهة ساحرة، غنية بالتاريخ والثقافة والمناظر الطبيعية الخلابة، لكن الاستمتاع بها الآن يتطلب وعي أكبر واستعداد قانوني وتنظيمي أكثر دقة.