هذا ما حدث في اجتماع إدارة الهلال بسبب صفقة جوميز

في خضم التحديات التي تواجه نادي الهلال السعودي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، برزت إلى السطح قضية مثيرة للجدل تتعلق بمحاولات سيموني إنزاغي، المدير الفني الجديد للفريق، إقناع إدارة النادي بالتعاقد مع مهاجم نادي ليفربول الإنجليزي، داروين نونيز.

هذا ما حدث في اجتماع إدارة الهلال بسبب صفقة جوميز 

ورغم أن المدرب الإيطالي يرى في نونيز تدعيم قوي للخط الأمامي، فإن هذه الرؤية لم تلقي القبول لدى اللجنة الإدارية التي تتولى تسيير أمور النادي مؤقتا، ما تسبب في خلاف داخلي واضح المعالم.

تحفظ إداري على صفقة نونيز

بحسب ما كشفته مصادر صحفية، فإن اللجنة الإدارية التي تدير شؤون نادي الهلال حاليا خلال فترة الانتخابات، ورغم عدم امتلاكها كامل الصلاحيات التنفيذية، أبدت رفض قاطع لفكرة التعاقد مع داروين نونيز، معتبرة أن الصفقة لا تتناسب مع المعايير الفنية والمالية التي يسعى النادي للالتزام بها في المرحلة المقبلة.

وأكدت المصادر ذاتها أن اللجنة أبدت تحفظ شديد على طلب إنزاغي، مشيرة إلى أن التراجع الكبير في مستوى نونيز خلال موسمه الأخير مع ليفربول يعد سبب رئيسي في هذا الرفض، لا سيما وأن لغة الأرقام والإحصائيات لا تصب في مصلحة المهاجم الأورغوياني.

غضب جماهيري بعد الحديث عن الصفقة

لم تقتصر الانتقادات على إدارة النادي، بل امتدت أيضا إلى الجمهور الهلالي العريض، الذي عبر عبر منصات التواصل الاجتماعي عن رفضه التام لفكرة انضمام نونيز إلى صفوف الفريق.

واعتبر عدد كبير من المشجعين أن اللاعب لا يقدم المستوى الفني المطلوب، وأداؤه مع ليفربول شهد تراجعًا لافتًا، خاصة في المباريات الحاسمة.

وقد رأى البعض أن التعاقد مع لاعب لا يعيش ذروة عطائه هو مخاطرة غير مبررة، في ظل وجود خيارات أخرى أكثر استقرار وتوهج على الساحة الأوروبية.

إنزاغي يواصل محاولاته وسط ضغوط داخلية

في الوقت ذاته، لا يزال سيموني إنزاغي متمسك برأيه الفني، إذ يرى في داروين نونيز لاعب يمكن إعادة تأهيله واستثماره بشكل مختلف في الدوري السعودي، خاصة مع أسلوب اللعب الذي يعتمد عليه في الهلال، والذي قد يتناسب مع قدرات نونيز البدنية والتحرك بدون كرة.

لكن حتى اللحظة، يبدو أن مدرب الهلال الجديد يصطدم بواقع إداري معقد، قد يحد من قدرته على اتخاذ قرارات مصيرية قبل حسم الانتخابات، وتشكيل إدارة جديدة تملك الصلاحيات الكاملة للمضي قدما في المفاوضات الكبرى.

المشهد الإداري المعقد في الهلال

يأتي هذا الجدل في وقت يشهد فيه نادي الهلال سباق انتخابي محتدم لاختيار رئيس جديد للنادي، وسط محاولات قائمة لتوحيد الجهود خلف مرشح توافقي ينهي حالة الانقسام، ويعيد الاستقرار الإداري إلى النادي.

ورغم أن اللجنة الحالية تعتبر مؤقتة بطبيعتها، إلا أنها تصر على ممارسة صلاحيات محددة لحماية مصلحة النادي، وعدم اتخاذ قرارات استراتيجية قد تحمل الإدارة القادمة أعباء مالية أو فنية يصعب معالجتها لاحقا.

هل انتهى الحلم الهلالي قبل أن يبدأ؟

حتى اللحظة، لا توجد مؤشرات رسمية تؤكد التفاوض المباشر مع اللاعب أو ناديه، ولكن مجرد الحديث عن إمكانية التعاقد معه أثار زوبعة إعلامية وجماهيرية، وكشف عن الاختلاف الواضح بين المدرسة الفنية التي يمثلها إنزاغي، والرؤية الإدارية المؤقتة التي تتعامل بمنظور الحذر المالي والفني.

ومن الواضح أن الأمور ستبقى معلقة إلى حين حسم مستقبل رئاسة النادي، وتكوين جهاز إداري جديد يحدد بشكل نهائي توجهات التعاقدات ومصير صفقات الأسماء الكبرى.

هل ينجح الهلال في تحقيق التوازن بين الطموح والواقعية؟

يعكس هذا الملف المثير مدى تعقيد إدارة الأندية الكبرى في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها الدوري السعودي.

فبين طموحات مدرب يبحث عن تعزيز فريقه بنجوم الصف الأول، وإدارة مؤقتة تسعى للحفاظ على الاستقرار المالي، تظل الخيارات الكبرى معلقة بانتظار استحقاقات قادمة قد تعيد رسم المشهد بأكمله.

وسيكون على الهلال أن يوازن بعناية بين استراتيجية الاستثمار في النجوم، وبين تحقيق الانسجام الفني والإداري الذي يمكن الفريق من مواصلة التنافس على البطولات المحلية والقارية.