الحصيني: بداية النجم الثاني من المربعانية ويحدد عدد أيامه

بداية النجم الثاني من المربعانية
  • آخر تحديث

مع دخول فصل الشتاء في مراحله الأشد برودة، أعلن الباحث في شؤون الطقس والمناخ عبدالعزيز الحصيني عن بدء النجم الثاني من نجوم المربعانية، المعروف باسم نجم القلب، والذي يعد من أبرز الفترات المناخية التي تشهد تغير واضح في الأجواء.

بداية النجم الثاني من المربعانية

ويأتي هذا النجم محمل بسمات الشتاء القاسية، حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ، وتبدأ ملامح البرد الحقيقي بالظهور في معظم المناطق.

ويعد نجم القلب مرحلة مفصلية في الشتاء، إذ يشعر الناس خلالها بتغير كبير في الإحساس بالطقس، سواء في ساعات الليل أو النهار، مع زيادة الإقبال على مظاهر التدفئة والاستعداد للأجواء الباردة.

مدة نجم القلب وخصائصه المناخية

أوضح الحصيني أن نجم القلب يبدأ في هذا اليوم ويستمر لمدة ثلاثة عشر يوم متتالية، وهي فترة معروفة تاريخيا عند العرب بشدة برودتها وقسوة أجوائها.

وقد ارتبط هذا النجم في الموروث الشعبي بأمثال تعكس صعوبة الطقس، حيث كان العرب يصفون هذه المرحلة بأنها ذروة البرد الشتوي.

وتتميز هذه الأيام بانخفاض درجات الحرارة ليلا، مع إحساس واضح بالبرودة خلال ساعات الصباح الباكر، وقد تتأثر بعض المناطق بالصقيع أو الرياح الباردة، خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

دلالة الموروث الشعبي على شدة البرد

أشار الحصيني إلى أحد الأمثال العربية القديمة المرتبطة بنجم القلب، والذي يستخدم للدلالة على قسوة الشتاء خلال هذه الفترة.

ويعكس هذا الموروث تجربة الأجداد في رصد النجوم وربطها بحالة الطقس، حيث كانوا يعتمدون على هذه المعارف في تنظيم حياتهم اليومية، من سفر وزراعة ورعي.

وتظهر هذه الأمثال مدى إدراك العرب قديمًا للتغيرات المناخية، وقدرتهم على التنبؤ بشدة البرد من خلال حركة النجوم ومواقيتها.

القلب وبداية الشتاء فلكيا

تتزامن بداية نجم القلب مع الدخول الفلكي لفصل الشتاء، وهي المرحلة التي تتعامد فيها الشمس على مدار الجدي.

ويترتب على ذلك تسجيل أطول ليلة في السنة وأقصر نهار، قبل أن يبدأ النهار بالزيادة التدريجية يوم بعد يوم، فيما يُعرف ببرد الانصراف.

وتعد هذه المرحلة علامة واضحة على انتقال الشتاء إلى ذروته، حيث يزداد الشعور بالبرودة، وتصبح الأجواء أكثر استقرارًا من حيث الطابع الشتوي العام.

نجم القلب والنجوم اليمانية

يصنف نجم القلب باعتباره ثاني منازل الشتاء ضمن النجوم اليمانية، وهو ما يمنحه أهمية خاصة في التقويم المناخي والزراعي.

وقد اعتاد المزارعون على الاستفادة من هذه الفترة في زراعة عدد من المحاصيل التي تتناسب مع الأجواء الباردة.

ومن أبرز المزروعات التي تزرع خلال هذه الأيام بعض الحبوب والخضراوات التي تتحمل انخفاض درجات الحرارة، كما تتزامن هذه الفترة مع بدء هجرة بعض الطيور الشتوية، ومن بينها الأوز، في مشهد يتكرر سنويا مع اشتداد البرد.

تغير نمط الحياة خلال أيام القلب

مع حلول نجم القلب، تتغير أنماط الحياة اليومية لدى الناس، حيث يزداد الاعتماد على وسائل التدفئة، ويكثر شرب المشروبات الساخنة لمواجهة برودة الأجواء.

كما يفضل الكثيرون تقليل الأنشطة الخارجية في ساعات الليل المتأخرة، خاصة في المناطق التي تشهد انخفاض حاد في درجات الحرارة.

وتعد هذه الفترة من أكثر مراحل الشتاء التي تتطلب الحذر، سواء في اختيار الملابس المناسبة أو في الانتباه لتقلبات الطقس، حفاظا على الصحة والسلامة.

أهمية الاستعداد لنجم القلب

يمثل نجم القلب تذكير سنوي بأهمية الاستعداد لفصل الشتاء بأشد مراحله، سواء على مستوى الأفراد أو القطاعات المختلفة.

فالاستعداد الجيد، والالتزام بالإرشادات الوقائية، يساعدان على التعايش مع هذه الأجواء الباردة بأمان وراحة.

وبذلك يشكل نجم القلب مرحلة بارزة في الشتاء، تحمل معها ملامح البرد القارس، وتعيد إلى الأذهان ارتباط الإنسان قديما وحديثا بحركة الطبيعة وتقلبات الفصول.