المسند: وقت الزوال في السعودية يتغير كل يوم من أيام السنة في السعودية وهذا هو السبب

وقت الزوال في السعودية يتغير كل يوم من أيام السنة في السعودية وهذا هو السبب
  • آخر تحديث

يعتقد كثير من الناس أن لحظة الزوال، وهي اللحظة التي تبلغ فيها الشمس أعلى ارتفاع لها في السماء، تحدث دائما عند الساعة الثانية عشرة ظهرا حسب التوقيت المتبع في حياتنا اليومية.

وقت الزوال في السعودية يتغير كل يوم من أيام السنة في السعودية وهذا هو السبب 

إلا أن الواقع الفلكي يختلف عن هذا الاعتقاد الشائع، حيث أوضح مختصون أن وقت الزوال يتغير من يوم لآخر ولا يلتزم بساعة ثابتة، وذلك نتيجة أسباب علمية دقيقة تتعلق بحركة الأرض والشمس وطريقة حساب الزمن.

ويعد هذا الاختلاف أمر طبيعي وملاحظ منذ القدم، وقد اعتمد العلماء والفلكيون على أدوات خاصة لرصده وفهمه، لما له من تأثير مباشر على الحسابات الفلكية وبعض التطبيقات الزمنية.

مفهوم الزوال والتوقيت المستخدم في حياتنا

الزوال هو اللحظة التي تعبر فيها الشمس خط الزوال السماوي، أي عندما تكون في أعلى نقطة لها بالنسبة لموقع الراصد على سطح الأرض، في هذه اللحظة، يكون الظل في أقصر حالاته خلال اليوم.

أما التوقيت الذي نستخدمه في حياتنا اليومية فهو توقيت مدني موحد، وضع لتنظيم شؤون الناس وربط الوقت بالمناطق الزمنية، وليس بالضرورة أن يعكس الموقع الحقيقي للشمس في السماء في كل لحظة.

الفرق بين التوقيت الشمسي الحقيقي والتوقيت المدني

التوقيت الشمسي الحقيقي هو التوقيت الذي يمكن رصده باستخدام المزولة الشمسية، حيث يعتمد بشكل مباشر على موقع الشمس الفعلي في السماء.

أما التوقيت المدني فهو توقيت اصطلاحي يعتمد على متوسط حركة الشمس، ويُستخدم لتوحيد الوقت داخل الدولة أو المنطقة الزمنية الواحدة.

هذا الاختلاف بين التوقيتين هو أحد الأسباب الرئيسية لعدم تطابق وقت الزوال مع الساعة الثانية عشرة ظهرا في كثير من أيام السنة.

تأثير شكل مدار الأرض على وقت الزوال

تدور الأرض حول الشمس في مدار غير دائري، بل يتخذ شكل إهليلجي، ما يعني أن المسافة بين الأرض والشمس تتغير على مدار العام. فعندما تكون الأرض أقرب إلى الشمس، تزداد سرعتها المدارية، وعندما تبتعد عنها تقل سرعتها.

هذا التغير في السرعة يؤدي إلى اختلاف في الزمن الذي تستغرقه الأرض للوصول إلى نفس الموضع الظاهري للشمس، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على توقيت الزوال اليومي.

دور ميل محور الأرض في اختلاف التوقيت

يميل محور دوران الأرض بزاوية تقدر بنحو ثلاث وعشرين درجة ونصف، وهذا الميل هو السبب الرئيسي في تعاقب الفصول الأربعة.

إلا أن تأثيره لا يقتصر على الفصول فقط، بل يمتد ليشمل اختلاف الحركة الظاهرية للشمس في السماء على مدار السنة.

نتيجة لهذا الميل، لا تتحرك الشمس بنفس الوتيرة الظاهرية يوميا، مما يؤدي إلى تقديم أو تأخير وقت الزوال من يوم إلى آخر.

معادلة الزمن وتفسير الفارق اليومي

ينتج عن اجتماع تأثير شكل مدار الأرض وميل محورها ما يعرف بالفارق الزمني اليومي بين التوقيت الشمسي الحقيقي والتوقيت المتوسط. هذا الفارق قد يصل إلى عدة دقائق، فيتقدم الزوال أحيانا، ويتأخر في أحيان أخرى.

وقد يبلغ هذا الفرق أقصى درجاته في بعض أشهر السنة، حيث يتقدم وقت الزوال في فترة، ويتأخر في فترة أخرى، تبعا لموقع الأرض في مدارها وحركة الشمس الظاهرية.

تغير وقت الزوال خلال فصول السنة

يظهر اختلاف وقت الزوال بشكل أوضح قرب فترات التحول الفلكي الكبرى خلال السنة، ففي فصل الشتاء، يلاحظ تأخر وقت الزوال يوميا بمعدل أكبر مقارنة بفصل الصيف، أما خلال فصل الصيف، فيكون التغير اليومي أقل، ويحدث بوتيرة أبطأ.

هذه الفروقات الدقيقة تظهر مدى التعقيد والدقة في النظام الفلكي الذي يحكم حركة الأرض والشمس.

أهمية فهم هذه الظاهرة

فهم اختلاف وقت الزوال له أهمية كبيرة في مجالات متعددة، خاصة في الحسابات الفلكية، ورصد الظواهر الشمسية، وبعض التطبيقات المرتبطة بتحديد المواقيت.

كما يساعد هذا الفهم على إدراك الفارق بين الزمن الطبيعي المرتبط بحركة الأجرام السماوية، والزمن الاصطلاحي الذي وضعه الإنسان لتنظيم حياته.

وتؤكد هذه الظاهرة أن التوقيت الذي نستخدمه ليس انعكاس دقيق لحركة الشمس في كل يوم، بل هو نظام منظم يهدف إلى التسهيل، بينما تبقى حركة الكون محكومة بقوانين فلكية ثابتة ودقيقة.