السديس يصدر قرارات جريئة حول دور النساء في المسجد الحرام والمسجد النبوي

السديس يصدر قرارات جريئة حول دور النساء في المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • آخر تحديث

في إطار التطوير المستمر لمنظومة الشؤون الدينية، أقرت مجموعة من القرارات التنظيمية الجديدة التي تستهدف الارتقاء بالعمل المؤسسي في المسجد الحرام والمسجد النبوي، بما يواكب مكانتهما الدينية العالمية، ويخدم ملايين القاصدين من مختلف دول العالم.

السديس يصدر قرارات جريئة حول دور النساء في المسجد الحرام والمسجد النبوي

وتأتي هذه الخطوة ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز التكامل بين القطاعات الدينية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة، ورفع مستوى الكفاءة في الأداء والتنظيم.

ويعكس هذا التوجه حرص القيادة على دعم رسالة الحرمين الشريفين، وتطوير أدوارهما العلمية والإرشادية، بما يتناسب مع المتغيرات الحديثة، ويضمن تقديم خدمة دينية متكاملة تقوم على الوسطية والاعتدال.

إنشاء رئاسة دينية مستقلة ومنظومة متكاملة

أوضح رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي أن القرارات الجديدة تضمنت اعتماد جهاز مستقل للرئاسة، يعمل ضمن إطار ديني متكامل، يعكس العناية الكبيرة التي توليها القيادة للشؤون الدينية.

ويهدف هذا التنظيم إلى توحيد الجهود، وتكامل الأدوار، وتحقيق قدر أعلى من الانسجام بين مختلف الإدارات والوحدات العاملة.

ويعد هذا التنظيم خطوة نوعية تمكن الرئاسة من أداء مهامها بمرونة أكبر، وتمنحها القدرة على التخطيط والتنفيذ وفق رؤية واضحة ومستدامة.

خطط استراتيجية لتوسيع الرسالة العلمية والإرشادية

تعتمد الرئاسة في عملها على خطط استراتيجية شاملة، ترتكز على تعزيز الرسالة العلمية والإرشادية والتوجيهية داخل الحرمين الشريفين.

وتشمل هذه الخطط التوسع في الحلقات العلمية، والدروس الشرعية، وبرامج التوعية، إضافة إلى تطوير خدمات إجابة السائلين بما يلبي احتياجات القاصدين.

كما يتم تفعيل دور الأئمة والمؤذنين والخطباء، وتعزيز رسالة المنابر، بما يسهم في إيصال الخطاب الديني المعتدل بأسلوب مؤثر ومتوازن.

لجان تنظيمية متخصصة وتحويل التحديات إلى منجزات

أشار المسؤولون إلى أن لجان التنظيم والفصل والتحول تعمل وفق منهجية دقيقة تراعي التخصصات المختلفة، وقد قطعت شوط متقدم في تنفيذ المهام الموكلة إليها.

ويأتي هذا التقدم نتيجة للتخطيط المحكم، والدعم المستمر، والمتابعة الدقيقة من فرق العمل.

وقد أسهم هذا النهج في تحويل التحديات التشغيلية والتنظيمية إلى فرص تطوير، نتج عنها منجزات ملموسة انعكست على جودة الأداء والخدمات المقدمة.

تطوير الموارد البشرية وتمكين الكفاءات الوطنية

تحظى الموارد البشرية بأولوية كبيرة ضمن القرارات الجديدة، حيث يجري التركيز على استثمار رأس المال البشري، وتطوير القدرات، ورفع كفاءة العاملين في مختلف القطاعات الدينية، كما يتم تطبيق مبادئ الحوكمة بوصفها أداة لقياس الأداء وتحسينه.

وتمنح الرئاسة اهتمام خاص بتمكين الشباب والفتيات، ودعم مواهبهم وابتكاراتهم، من خلال برامج تحفيزية، وجوائز للتميز، ومبادرات لصقل المهارات، إلى جانب تشجيع العمل التطوعي في خدمة الحرمين الشريفين.

تعزيز دور المرأة في المنظومة الدينية

شهدت الهيكلة الجديدة تعزيز ملحوظ لدور المرأة السعودية في المنظومة الدينية، انطلاق من كفاءتها وقدرتها على الإسهام الفاعل في توجيه القاصدات والزائرات.

ويأتي هذا التمكين ضمن رؤية متوازنة تضمن الاستفادة من الطاقات الوطنية المؤهلة، وتوسيع دائرة المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن.

ويؤكد هذا التوجه أن العمل الديني المؤسسي يقوم على الكفاءة والاختصاص، مع الالتزام بالضوابط الشرعية والتنظيمية.

التحول الرقمي وتوظيف التقنية الحديثة

ضمن مسار التطوير، تتجه الرئاسة إلى توسيع نطاق التحول الرقمي من خلال الاستفادة من التقنيات الحديثة، وتوظيف الذكاء الاصطناعي، والأنظمة الذكية، بما يسهم في تحسين تجربة القاصدين.

كما يجري تطوير أدوات الإعلام والاتصال، والاستفادة من المنصات التفاعلية، لتوسيع نطاق نشر رسالة الحرمين الشريفين عالميا.

وتهدف هذه الجهود إلى إيصال المحتوى الديني الموثوق بأساليب عصرية، تراعي تنوع الثقافات واللغات.

الترجمة والتأهيل ورفع مستوى رضا القاصدين

تولي الرئاسة اهتمام كبير بمجال الترجمة إلى اللغات الحية، لتعزيز رسالة الدين الوسطي، وإبراز دور المملكة العربية السعودية الريادي في نشر الاعتدال والتسامح.

كما يتم تنفيذ برامج تدريبية متخصصة لتأهيل العاملين، ورفع مهارات التواصل وحسن التعامل مع القاصدين.

وقد أسهمت هذه الجهود في تحقيق نسب رضا مرتفعة، انعكست إيجابا على تجربة الزوار والمعتمرين.

رؤية مستقبلية ومبادرات نوعية

تتضمن الخطط المستقبلية للرئاسة إنشاء مراكز متخصصة، وتنظيم ملتقيات ومعارض وبرامج إثرائية متنوعة، تهدف إلى إبراز مكانة الحرمين الشريفين، وتسليط الضوء على الجهود المبذولة في خدمتهما، خاصة في الجانب الديني والفكري.

وتجسد هذه الرؤية الطموحة التزام المملكة بتعزيز دور الحرمين الشريفين عالميا، وتقديم نموذج مؤسسي متكامل في إدارة الشؤون الدينية، يجمع بين الأصالة والتطوير، ويخدم رسالة الإسلام الوسطية على أوسع نطاق.