منصة مدرستي تتغير بشكل نهائي بعد إدخال ميزات الذكاء الصناعي عليها

منصة مدرستي تتغير بشكل نهائي بعد إدخال ميزات الذكاء الصناعي عليها
  • آخر تحديث

في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجال التكنولوجيا والمعرفة، يبرز الذكاء الاصطناعي بوصفه أحد أهم المحركات المؤثرة في مستقبل التعليم، ولم يعد الحديث عنه ترف فكري أو خيار إضافي، بل أصبح ضرورة تربوية تمس بناء الإنسان منذ مراحله الأولى.

منصة مدرستي تتغير بشكل نهائي بعد إدخال ميزات الذكاء الصناعي عليها 

وفي هذا السياق، تتزايد الدعوات إلى إدماج الذكاء الاصطناعي في المنظومة التعليمية بشكل منظم وواضح، بما يضمن إعداد أجيال واعية وقادرة على التفاعل مع متطلبات العصر.

أهمية إدراج الذكاء الاصطناعي في التعليم المبكر

طالب الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي الدكتور راضي زويد الزويد بضرورة اعتماد الذكاء الاصطناعي كمادة تعليمية أساسية تبدأ من الطفولة المبكرة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تسهم في بناء وعي مبكر لدى الطالب، وتساعد المعلم على مواكبة أدوات التعليم الحديثة.

وأوضح أن إدخال الذكاء الاصطناعي بصورة منهجية يحوّله من مجرد مفهوم عام أو نشاط جانبي إلى مادة تعليمية منظمة ذات أهداف واضحة، ما ينعكس بشكل مباشر على جودة العملية التعليمية ويمنح الطلاب مهارات مستقبلية حقيقية.

المؤتمر العلمي ودوره في مناقشة مستقبل التعليم

جاءت هذه التصريحات خلال مشاركة الدكتور الزويد في الجلسة الأولى من فعاليات المؤتمر العلمي المعنون نحو مستقبل تعليمي منافس عالميا، والذي نظمته الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية بالتعاون مع مركز أفكر.

وقد أقيم المؤتمر برعاية رئيس مجلس إدارة جامعة الملك سعود، وشهد حضور علمي وتربوي لافت، حيث ناقش المشاركون سبل تطوير التعليم وتعزيز تنافسيته عالميا من خلال التقنيات الحديثة.

واقع استخدام الذكاء الاصطناعي في المرحلة الابتدائية

قدم الدكتور الزويد خلال المؤتمر ورقة علمية ركزت على واقع استخدام الذكاء الاصطناعي لدى معلمي ومعلمات العلوم في المرحلة الابتدائية.

وأشار إلى أن الاعتماد على التعليم الذاتي في هذا المجال أصبح أمر لا غنى عنه، خاصة في ظل التحول الرقمي السريع.

كما أوضح أن المعلم اليوم مطالب بتطوير مهاراته التقنية باستمرار حتى يتمكن من توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال داخل الصف الدراسي.

تطوير منصة مدرستي ودعم العملية التعليمية

من بين المقترحات التي طرحها الدكتور الزويد، الدعوة إلى تطوير منصة مدرستي التعليمية عبر إضافة مساعد افتراضي ذكي.

ويهدف هذا المساعد إلى خدمة الطالب والمعلم والأسرة في آن واحد، من خلال تقديم إجابات فورية، وإرشادات تعليمية مخصصة، ودعم مستمر يساعد على تحسين تجربة التعلم ورفع مستوى المخرجات التعليمية.

جهود وطنية في دعم الذكاء الاصطناعي التعليمي

أشاد الدكتور الزويد بالدور الذي تقوم به جامعة الملك سعود ووزارة التعليم، إلى جانب الجهود المبذولة من قبل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي والمركز الوطني للتعليم الإلكتروني.

وأكد أن المبادرات التدريبية النوعية التي أطلقت في هذا المجال أسهمت في تعزيز ثقافة الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات التعليمية، ومهّدت الطريق أمام تطبيقاته العملية في التعليم.

التحول من الاهتمام النظري إلى المقررات الدراسية

أكد الدكتور الزويد أن الاهتمام الحالي بدمج الذكاء الاصطناعي في التعليم يجب ألا يظل في إطار المبادرات أو البرامج المؤقتة، بل ينبغي أن يتحول إلى مقررات دراسية واضحة من حيث الأهداف والمحتوى، تشمل جميع المراحل التعليمية.

ويرى أن هذا التوجه يضمن بناء مهارات معرفية وتطبيقية مستدامة، ويعد الطلاب للتعامل مع تحديات المستقبل بثقة وكفاءة.

مشاركة علمية وحوار تربوي مشترك

شارك الدكتور الزويد في جلسة علمية ضمت نخبة من المختصين في التعليم، حيث جرى نقاش موسع حول واقع التعليم وآفاق تطويره في ضوء التقنيات الحديثة.

وقد أدار الجلسة المدير التنفيذي للجمعية، وشهدت تبادل للأفكار والخبرات بين المشاركين بما يعكس أهمية العمل التشاركي في تطوير التعليم.

الذكاء الاصطناعي وإعادة تشكيل دور المعلم والمتعلم

أشار الدكتور الزويد إلى كتابه المشترك الذي تناول دور الذكاء الاصطناعي في تطوير العملية التعليمية، موضح أن الذكاء الاصطناعي لم يعد فكرة نظرية أو تصور مستقبلي بعيد، بل أصبح واقع ملموس يعيد رسم أدوار المعلم، ويمنح المتعلم تجربة تعليمية أكثر تخصيص وفعالية وإنسانية، وأكد أن الاستثمار في هذا المجال هو استثمار في الإنسان ومستقبل الأجيال القادمة.