بعد تطبيق النظام الجديد.. عقوبة لمس يد الموظفة في السعودية ولو كان بالغلط

تسير المملكة العربية السعودية بخطى واثقة نحو تعزيز بيئة عمل آمنة وصحية تضمن لجميع الموظفين والموظفات حقوقهم الكاملة، وعلى رأسها الكرامة الجسدية والمعنوية.

عقوبة لمس يد الموظفة في السعودية ولو كان بالغلط 

وقد وضعت المملكة قوانين حازمة وتشريعات صارمة تجرم كل أشكال التحرش، خصوصا تلك التي تحدث داخل أماكن العمل، وتحديد تجاه النساء العاملات.

هذه القوانين لا تتهاون مع أي فعل مشين، حتى وإن بدا للبعض بسيط أو عابا، فمجرد لمسة غير مبررة أو بدون إذن تعد جريمة تستوجب العقوبة، وهو ما يتجلى بوضوح في القصة الواقعية التي حدثت لإحدى الموظفات في أحد المطاعم السعودية.

واقعة تحرش داخل مطعم خاص

في إحدى المنشآت الخاصة بالمملكة، وتحديد داخل أحد المطاعم، وقعت حادثة تحرش كانت بطلتها موظفة شابة تؤدي مهامها اليومية كالمعتاد.

ولكن أثناء انشغالها بعملها، قام أحد الزبائن بالتعدي عليها من خلال لمس يدها دون رضاها، في سلوك غير مقبول شكل انتهاك واضح لحدود التعامل المهني.

هذا الفعل، الذي قد يظنه البعض بسيط، لم يمر مرور الكرام، بل بادرت الموظفة على الفور إلى اتخاذ الخطوات القانونية اللازمة، وتقدمت بدعوى قضائية ضد الشخص الذي تحرش بها، مطالبة بحمايتها وإنصافها.

القضاء ينتصر للحق

القضية لم تستغرق وقت طويل حتى نظرت فيها المحكمة المختصة، وبعد دراسة تفاصيل الحادثة والاستماع إلى الأدلة، قضت المحكمة بإلزام المتحرش بدفع تعويض مالي قدره 50 ألف ريال سعودي لصالح الموظفة المتضررة، تعويض لها عن الضرر النفسي والمعنوي الذي تعرضت له بسبب هذا الفعل المشين.

هذا الحكم يعكس مدى التزام المنظومة القضائية في المملكة بتطبيق القوانين بصرامة، وحماية الموظفات من أي تجاوز أو تعدٍ على كرامتهن في أماكن العمل أو غيرها من الأماكن العامة.

موقف قانوني حازم

أكد المستشار القانوني والأسري الدكتور علي الشويش، خلال استضافته في إحدى حلقات قناة السعودية، أن هذه الحادثة تعد نموذج حقيقي على كيفية تصدي القانون السعودي لأي حالة تحرش، مهما كانت طبيعتها.

وأشار إلى أن لمس اليد دون إذن يعد تحرش صريح بموجب القانون، ويستوجب التعويض والعقوبة.

وأوضح أن ما قامت به المحكمة في هذه القضية من حماية الضحية وإنصافها وتعويضها مادي يعزز من ثقة النساء في النظام القانوني، ويشجع كل من تتعرض لموقف مشابه على عدم التردد في التبليغ وطلب حقها.

بيئة عمل آمنة ومصانة

تسعى السعودية من خلال رؤيتها الطموحة 2030 إلى بناء مجتمع مزدهر ومتقدم يقوم على مبادئ العدالة والمساواة، ويؤمن بيئة عمل خالية من المضايقات والتعديات.

وتشكل حماية المرأة وضمان حقوقها الوظيفية والاجتماعية أحد الأعمدة الأساسية لهذه الرؤية.

وتأتي هذه القوانين لتأكيد حرص الدولة على تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل، مع توفير الضمانات التشريعية والأمنية التي تمنحها الثقة الكاملة في ممارسة دورها دون خوف أو تردد.

رسالة واضحة لكل من يتجاوز الحدود

القضية التي شهدتها تلك الموظفة في أحد مطاعم المملكة ليست مجرد حادثة فردية، بل هي رسالة قوية وواضحة من القانون السعودي لكل من تسوّل له نفسه التعدي على الآخرين، وخاصة النساء. فكل سلوك يحمل طابع التحرش، سواء كان لفظي أو جسدي، صغير كان أو كبير، سيواجه بأقصى درجات الردع والعقوبة.

وهكذا، تثبت المملكة العربية السعودية أنها ماضية في بناء مجتمع يحترم الكرامة ويكرّس العدالة، حيث لا مكان للتحرش، ولا تسامح مع المتحرشين.