السعودية تعلن عن منع إشعال النار في هذه الاماكن وتفرض عقوبات وغرامات ضخمة على المخالفين

في إطار جهودها المتواصلة لحماية البيئة والمحافظة على سلامة النظام البيئي في المملكة العربية السعودية، أطلقت المديرية العامة للدفاع المدني تحذير مهم موجه إلى كافة المواطنين والمقيمين، بخصوص الممارسات غير الآمنة المتعلقة بإشعال النار في المناطق الطبيعية.

السعودية تعلن عن منع إشعال النار في هذه الاماكن 

وأوضحت المديرية، عبر منشور توعوي على حسابها الرسمي في منصة "إكس"، أن إشعال النار في الأماكن غير المخصصة لها يعد سلوك بالغ الخطورة، لما يمثله من تهديد مباشر للغطاء النباتي، وموارد المملكة البيئية والطبيعية.

الإشعال العشوائي للنار

يؤدي إشعال النار في المناطق المفتوحة أو الطبيعية إلى نشوب حرائق قد تتطور سريع وتخرج عن السيطرة، خصوصا في أوقات الجفاف أو الرياح النشطة.

وتنعكس هذه الحرائق سلبا على التوازن البيئي، إذ تدمر النباتات البرية، وتؤثر على الحياة الفطرية، فضلا عن إتلاف التربة، وتلويث الهواء بالدخان والغازات السامة.

كما أن النيران العشوائية قد تتسبب في خسائر مادية كبيرة، سواء للممتلكات العامة أو الخاصة، ناهيك عن التهديد المباشر لأرواح الأفراد الموجودين في تلك المناطق.

الغطاء النباتي

يُعد الغطاء النباتي أحد أهم عناصر البيئة الطبيعية في المملكة، حيث يمتد على مساحات واسعة من الأراضي البرية والجبلية والساحلية، ووفقا لما نص عليه نظام البيئة، فإن أراضي الغطاء النباتي تشمل كل الأراضي التي تحتوي على نباتات برية طبيعية أو ما يشابهها، سواء كانت:

• مراعي طبيعية
• غابات وأحزمة خضراء
• منتزهات وطنية
• المناطق البرية والجيولوجية
• المناطق الجبلية والوديان
• الكثبان الرملية والمناطق الساحلية والجزر

إن أي تهديد لهذه المساحات لا يعتبر فقط إضرار بالبيئة، بل هو تعدٍ على الإرث الطبيعي الوطني الذي يتطلب صيانة مستدامة لأجيال المستقبل.

النظام البيئي تحت الحماية القانونية

أكد النظام البيئي في المملكة على أهمية حماية هذه المناطق، حيث تندرج كافة الأراضي المغطاة بالنباتات البرية ضمن نطاق الحماية القانونية، بصرف النظر عن موقعها.

ويحظر القيام بأي نشاط من شأنه الإضرار بهذه الأراضي، بما في ذلك إشعال النار، أو الرعي الجائر، أو اقتلاع النباتات، أو رمي المخلفات.

وقد أقرت اللوائح التنفيذية لهذا النظام عدد من العقوبات على المخالفين، تشمل الغرامات المالية والمساءلة النظامية، وذلك لحماية الموارد الطبيعية من التدهور والاستنزاف.

الدعوة إلى الالتزام بالوعي البيئي والمسؤولية المجتمعية

ناشد الدفاع المدني كافة المواطنين والمقيمين بضرورة التحلي بالوعي البيئي والمسؤولية الوطنية عند التواجد في المناطق الطبيعية، خصوصا خلال الرحلات البرية، والنشاطات الترفيهية في المنتزهات والمناطق المفتوحة.

وأكدت على ضرورة:

• استخدام مواقع مخصصة لإشعال النار.
• التأكد من إطفاء النيران تماما قبل مغادرة الموقع.
• تجنب إشعال النار بالقرب من الأشجار أو النباتات الجافة.
• إبلاغ الجهات المختصة فورا في حال مشاهدة حرائق أو تصرفات مشبوهة.

جهود وطنية لحماية بيئة المملكة في ظل رؤية 2030

يأتي هذا التحذير في سياق الجهود الوطنية المتكاملة التي تسعى من خلالها المملكة، ضمن رؤية السعودية 2030، إلى تعزيز الاستدامة البيئية، والحفاظ على التنوع الحيوي الطبيعي، وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية الموارد الطبيعية.

وتعد حماية الغطاء النباتي أحد الأهداف الاستراتيجية في خطة التحول الوطني، التي تدعم مبادرات واسعة مثل مبادرة السعودية الخضراء، والبرنامج الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، التي تهدف إلى زيادة مساحة المساحات الخضراء ومكافحة التصحر.

النار نعمة إذا أحسن استخدامها وكارثة إذا أسيء تقديرها

تحذر الجهات المختصة من الاستهانة بخطر النيران في البرية، فحريق صغير قد يتحول إلى كارثة بيئية مدمرة. لذا فإن التزام كل فرد بالتعليمات والأنظمة يعد خط الدفاع الأول عن ثرواتنا الطبيعية وغطائنا النباتي الذي لا يقدر بثمن.

المحافظة على البيئة ليست مسؤولية الجهات الرسمية فقط، بل هي واجب وطني وإنساني علينا جميعا الوفاء به.