كم عدد اللبنانيين المقيمين في السعودية في 2025؟

تعد المملكة العربية السعودية من أبرز الوجهات التي تستقطب آلاف اللبنانيين سنويا، سواء بغرض العمل أو الدراسة أو الاستثمار، ويأتي هذا في ظل ما تشهده المملكة من نمو اقتصادي متسارع وبيئة عمل جاذبة تتيح فرص مهنية واستثمارية واسعة لمختلف الجنسيات، وفي مقدمتهم اللبنانيون، الذين باتوا يشكلون إحدى أكثر الجاليات العربية نشاط وتأثير داخل المجتمع السعودي.

كم عدد اللبنانيين المقيمين في السعودية في 2025

تشير تقديرات الهيئة العامة للإحصاء والتعداد السكاني في السعودية لعام 2025 إلى أن عدد اللبنانيين المقيمين في أراضي المملكة تجاوز 2.500.000 مليون نسمة، ويتوزعون في مختلف المدن والمناطق الرئيسية، ولا سيما في العاصمة الرياض، ومدينة جدة، والدمام، وحائل، وغيرها من الحواضر الاقتصادية الكبرى.

عوامل جذب اللبنانيين نحو المملكة

ساهمت مجموعة من العوامل في تعزيز الحضور اللبناني داخل المملكة العربية السعودية، ويمكن تلخيص أبرز هذه الأسباب فيما يلي:

• الاقتصاد السعودي المزدهر
  • السوق السعودي يتمتع بمقومات اقتصادية متقدمة جعلت منه بيئة استثمارية خصبة، ما دفع أعداد كبيرة من اللبنانيين خاصة رجال الأعمال والمستثمرين إلى التوجه للمملكة بحث عن فرص تجارية واعدة في مختلف القطاعات.
• الأزمات اللبنانية المتلاحقة
  • الظروف السياسية والاقتصادية المتردية في لبنان، بما في ذلك الحروب والنزاعات والانهيارات المالية والاحتجاجات الشعبية، دفعت شرائح واسعة من الشعب اللبناني إلى الهجرة والبحث عن بدائل أكثر استقرار وأمان.
• الطلب على الكفاءات
  • اللبنانيون يعرفون بكفاءتهم في مجالات التعليم والإدارة والهندسة والتقنية، ما جعلهم محل طلب من قبل المؤسسات السعودية، الحكومية والخاصة على حد سواء، وخاصة في الجامعات والشركات الكبرى.
• قوة الريال السعودي
  • تفوق الريال السعودي على معظم العملات الأخرى من حيث القوة الشرائية والاستقرار، ما جعل المملكة وجهة مفضلة للراغبين بتحقيق دخل أعلى وتحسين المستوى المعيشي.
• جودة التعليم
  • الكثير من الطلاب اللبنانيين اختاروا الدراسة في الجامعات السعودية التي باتت تصنف ضمن أفضل الجامعات في العالم العربي، ما أتاح لهم لاحقًا فرص عمل داخل المملكة نفسها.

الاستثمارات اللبنانية في السعودية

يمثل اللبنانيون في السعودية أحد الأعمدة المهمة في البنية الاستثمارية للمملكة، حيث تجاوز عدد المستثمرين اللبنانيين حاجز 600 مستثمر موزعين على قطاعات حيوية مثل الصناعة، المقاولات، الإنشاءات، التصميم الداخلي، الإعلام، والديكور.

وقد أسهم هذا النشاط الكبير في تدعيم العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية ولبنان نحو 2.790 مليار ريال سعودي، وهي قيمة تعكس عمق الترابط الاقتصادي بين الجانبين.

وفي هذا السياق، تم إنشاء مجلس الأعمال السعودي اللبناني المشترك، وهو هيئة تهدف إلى تنسيق وتطوير العلاقات الاستثمارية والتجارية بين الطرفين على المستويين الحكومي والخاص، وقد تبع هذا المجلس عدد من المبادرات، مثل:

• الملتقى الاقتصادي السعودي اللبناني: يعقد سنويا لمناقشة سبل تطوير الشراكات.
• هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية السعودية.
• مجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية.

شخصيات بارزة من أصول لبنانية تألقت في المجتمع السعودي

لعب العديد من الشخصيات ذات الأصول اللبنانية أدوار بارزة ومؤثرة في السعودية، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو الفن أو الإعلام، ومن أبرز هذه الأسماء:

• شخصيات رجال
  • الأمير الوليد بن طلال: رجل الأعمال المعروف عالميا، من أب سعودي وأم لبنانية.
  • رفيق الحريري: رئيس وزراء لبنان الأسبق، كان يحمل الجنسية السعودية، وله إسهامات اقتصادية كبيرة داخل المملكة.
  • سعد الحريري: نجل رفيق الحريري، ورئيس وزراء لبنان السابق، ولِد ونشأ في السعودية.
  • بهاء الحريري: رجل الأعمال المعروف، وشقيق سعد، ولد ونشأ في المملكة.
  • فؤاد بك حمزة: أحد أبرز الدبلوماسيين اللبنانيين السعوديين، عمل مستشارً للملك عبد العزيز، وشارك في صياغة السياسة السعودية على مدى عقود.
  • نجيب إبراهيم صالحة: سياسي ورجل أعمال لبناني تنقل بين السودان والسعودية، وتولى مناصب بارزة مثل نائب وزير الأشغال العامة.
• شخصيات نسائية
  • منى الصلح: والدة الأمير الوليد بن طلال، وزوجة الأمير طلال بن عبد العزيز سابقا.
  • غزلان ناصر: ممثلة لبنانية مقيمة في جدة، بدأت مشوارها الفني في السعودية.
  • ريفان كنعان: ممثلة لبنانية بدأت مشوارها في سن مبكرة داخل المملكة، وكان معظم إنتاجها الفني سعوديا.
  • العنود بدر: مصممة أزياء سعودية-لبنانية مرموقة، ولدت في الرياض، وتعتبر من أبرز الأسماء في عالم الموضة العربي.

اللبنانيون في السعودية

تجاوز عدد اللبنانيين المقيمين في المملكة العربية السعودية حاجز المليوني نسمة في عام 2025، ما يجعل من هذا الحضور الكثيف حالة ديموغرافية لافتة، تفرض نفسها على طاولة التحليل السياسي والاقتصادي.

وهو ما يدفع المملكة إلى إعداد الدراسات، ووضع السياسات الكفيلة بتنظيم شؤون الجاليات الأجنبية بما فيها اللبنانية، مع الحفاظ على التوازنات الاجتماعية والخطط الوطنية للتنمية الشاملة.

وقد بات هذا الملف يحتل مكانة بارزة في المشهد الإعلامي والبحثي في السعودية، خاصة في ضوء التغيرات الجذرية التي تمر بها المملكة ضمن رؤية السعودية 2030، والتي تستهدف تعزيز جودة الحياة، وتنويع الاقتصاد، وتنظيم سوق العمل.

حضور لبناني راسخ يتنامى بثبات

من الواضح أن العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية تتخطى حدود السياسة والتاريخ، لتصل إلى عمق التفاعل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

فاللبنانيون في السعودية لا يشكلون فقط جالية وافدة، بل يمثلون رافد من روافد التنمية، وشريك في تحقيق تطلعات المملكة الحديثة.

ومع استمرار المملكة في تطوير بنيتها التحتية وتنويع مصادر الدخل، يبدو أن الحضور اللبناني سيظل جزء لا يتجزأ من هذا المشهد، في سياق التعاون المثمر والبناء بين الشعبين الشقيقين.