الموارد البشرية تكشف عن امتيازات جديدة يحصل عليها موظفين الدولة عند تقديم طلبات التقاعد ضمن برنامج المصافحة الذهبية

أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، بالتنسيق مع وزارة المالية والمؤسسات ذات الصلة، عن تفاصيل جديدة لبرنامج المصافحة الذهبية الذي يتيح لموظفي الجهات الحكومية الراغبين في الخروج من الخدمة طواعية بمزايا مالية وشروط محددة. 

امتيازات جديدة يحصل عليها موظفين الدولة عند تقديم طلبات التقاعد ضمن برنامج المصافحة الذهبية

وذلك كجزء من جهود تحسين الكفاءة التشغيلية وترشيد الإنفاق الحكومي، واستدامة ميزانية الدولة.

ما هو برنامج المصافحة الذهبية؟

برنامج المصافحة الذهبية هو مبادرة وطنية تستهدف موظفي القطاع العام الحكومي، تتيح لهم خيار الاستقالة الطوعية من الوظيفة الحكومية، بشرط أن تتوفر لديهم بعض المعايير المحددة، على أن يحصلوا مقابل ذلك على حافز مالي من الجهة التي يعملون بها، مع مراعاة القوانين والأنظمة المرتبطة بالتقاعد المدني أو التأمينات الاجتماعية.

يطبق البرنامج وفق ضوابط وشروط تم تحديدها لضمان العدالة والشفافية، ويكمل برامج التقاعد المختلفة، لكنه لا يشمل الموظفين الذين تنطبق عليهم أنظمة التقاعد المبكر، كما يشترط أن يستنفَذ كل البدائل الممكنة مثل النقل أو الإعارة أو إعادة المهارات قبل الموافقة على الاستقالة.

الاستحقاقات المالية والامتيازات للمستفيدين

من أبرز المزايا التي يحصل عليها الموظف عند الموافقة على طلب الاستقالة ضمن المصافحة الذهبية:

• حافز مالي مجزي
يمنح الموظف مبلغ يحتسب بناء على سنوات خدمته والمستوى الوظيفي لديه، وتعكس التقديرات أن المبلغ يمكن أن يتراوح بين راتب 12 شهر إلى 24 شهر، وقد يصل في بعض الحالات إلى ما يعادل راتب 24 شهرًا إلى 60 شهر لمن هم في مستويات وظيفية أعلى، شريطة مطابقة الشروط.
• أسبقية لموظفي المؤهلات الأقل
يعطي البرنامج الأولوية للموظفين ذوي المؤهلات الأدنى ثم التدرج نحو المؤهلات الأعلى، لضمان توزيع الفرص بطريقة عادلة تعكس الحاجة والكفاءة.
• وضوح الموافقة والإجراءات
يجب أن يوافق كل من الموظف والجهة الحكومية المعنية على خروج الموظف بالاستقالة الطوعية ضمن البرنامج، مع توضيح كامل للمزايا والحقوق والتكاليف المترتبة على ذلك، وضمان أن يتم ذلك بعلم كامل من الطرفين دون أي إكراه أو ضغط.
• عدم استفادة من سبق استقال من البرنامج
لا يسمح لأي موظف سبق أن استفاد من المصافحة الذهبية بأن يعاد استقطابه أو يعاد توظيفه في جهة حكومية لاحقا، وهو أحد الضوابط التي تهدف لمنع الاستغلال وضمان فاعلية البرنامج في خفض الأعباء المالية التشغيلية للدولة.

الشروط والإجراءات المحددة للاستفادة

لكي يستفيد الموظف من برنامج المصافحة الذهبية، ينبغي أن تتوفر الشروط التالية:

• أن يكون الموظف منتمي لجهة حكومية تخضع لسلالم الخدمة المدنية أو نظام التقاعد المدني أو التأمينات الاجتماعية، حسب الجهة.
• أن يكون الموظف قد تجاوز حد أدنى من سنوات الخدمة الذي تحدده الجهة ضمن شروط البرنامج، ويتناسب مع المستوى الوظيفي.
• ألا يكون من ضمن الذين تنطبق عليهم أنظمة التقاعد المبكر أو من لديهم حالات استثنائية تمنعه من الخروج.
• أن يكون قد استنفد الخيارات الأخرى المطروحة من الجهة مثل النقل، الإعارة، أو إعادة التأهيل الوظيفي قبل تقديم الاستقالة الطوعية.
• إعلام الموظفين المستهدفين بالبرنامج بشفافية كاملة، وتوضيح جميع التبعات المالية والإدارية، بما يضمن أن يكون القرار طوعي وواعي.

حدود الميزانية والتطبيق الزمني

• خصصت الحكومة ميزانية للبرنامج تبلغ حوالي 12.7 مليار ريال للأعوام المالية 2025، 2026، و2027، تستخدم لدفع الحوافز المالية وتغطية التكاليف المرتبطة بإغلاق الوظائف المستقلة التي تم الاستقالة منها، باستثناء الوظائف الإشرافية.
• ينفذ البرنامج ضمن ميزانية الجهات الحكومية، مع مشاركة وزارة المالية ووزارة الموارد البشرية في مراقبة وتحديد الآليات والإجراءات والتكاليف، والتأكد من عدم تأثيره سلبا على الأداء الوظيفي أو استنزاف الكفاءات المطلوبة.
• من الشروط أيضا أن تعلن الجهات الحكومية عن الوظائف الشاغرة لديها قبل اللجوء إلى الاستقالة الطوعية، إذ يعطى الموظفون فرصة للنقل أو الإعارة أو الحصول على مهام وظيفية جديدة قبل الاستقالة.

أهداف البرنامج والآثار المتوقعة

يهدف البرنامج إلى:

• خفض نفقات الرواتب والمزايا خاصة للموظفين الذين تجاوزوا مرحلة ذروة الأجور، مما يساعد في ترشيد الإنفاق الحكومي.
• فتح فرص وظيفية للكوادر الأحدث والمؤهلة لتلبية احتياجات القطاع العام في مهارات جديدة أو مرونة أكبر.
• تحسين الكفاءة التشغيلية في الجهات الحكومية، باستثمار القدرات البشرية في القطاعات ذات الأولوية، وتحسين الأداء من خلال التركيز على المهام الأساسية.
• تخفيف الأعباء الموازنية على الدولة، حيث يعد بند الأجور والمزايا أحد أهم بنود الإنفاق في الموازنة العامة، في ضوء حجم الأجور والتعويضات المالية للموظفين.

التحديات المحتملة وكيفية التغلب عليها

• قد يواجه البرنامج مقاومة من بعض الموظفين الذين يرون في الوظيفة الحكومية أمان وظيفي طويل الأجل، وقد تتحول استقالتهم إلى قلق بشأن عدم إيجاد فرص بديلة.
• تقييم تكلفة الحوافز المالية بدقة ضروري لتفادي عجز في الميزانيات أو تضخم دفع الاستقالات.
• على الجهة الحكومية التوازن بين الاستغناء عن عدد من الموظفين وبين الحفاظ على الكفاءات الضرورية لا سيما في الوظائف الحيوية أو التي تحتاج خبرات خاصة.
• تأكيد جدية الموافقة وإشراف الجهات المعنية على استنفاد البدائل بدلًا من الاستقالة كأول حل لضمان العدالة وضمان عدم اللجوء للإجراءات التعسفية.

برنامج المصافحة الذهبية في السعودية يقدم امتيازات واضحة لموظفي الدولة الراغبين في الاستقالة طوعا، مع حوافز مالية تحسب وفق سنوات الخدمة والمستوى الوظيفي، وأولوية للمؤهلات الأدنى، وإلزامية قبول الاستقالة بموافقة الطرفين، بالإضافة إلى ميثاق يمنع استفادة مكررة من البرنامج.

ينفذ البرنامج خلال الأعوام 2025 إلى 2027 بميزانية تقترب من 12.7 مليار ريال، ضمن إطار سعي المملكة لترشيد الإنفاق وتحسين كفاءة القطاع الحكومي.

وفي مقابل ذلك، يراهن البرنامج على وضوح الشروط والشفافية والموازنة بين برامج الدعم الوظيفي من جهة، وبين احترام حقوق الموظفين واستقرارهم من جهة أخرى.

المصادر

• عكاظ – عرض مفصّل لوائح وضوابط برنامج المصافحة الذهبية والامتيازات‎ okaz.com.sa/news/local/2178120 ‎ (صحيفة عكاظ)
• سبق – استقصاء حول برنامج المصافحة الذهبية والشروط التي ينطبق عليها والمقابِل المالي للموظف موضحًا من المستشار في الموارد البشرية ‎ sabq.org/saudia/g9lilpys08 ‎ (Sabq)