عبد الرحمن السديس يخرج في تصريح ناري بعد قضية المعتمر المصري

عبد الرحمن السديس يخرج في تصريح ناري بعد قضية المعتمر المصري
  • آخر تحديث

رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أكد أن أمن الحرمين الشريفين وسلامة زوارهما وقاصديهما تمثلان خط أحمر لا يمكن تجاوزه أو التساهل فيه، مشير إلى أن الحفاظ على قدسية هذين المكانين الشريفين واجب شرعي وواجب وطني في الوقت ذاته.

عبد الرحمن السديس يخرج في تصريح ناري بعد قضية المعتمر المصري 

وأوضح أن حماية الحرمين لا تقتصر على الأجهزة الأمنية وحدها، بل هي مسؤولية جماعية يشترك فيها كل فرد من أفراد المجتمع، لأن الأمن في الحرم المكي والمسجد النبوي يعني الطمأنينة في قلوب المسلمين في شتى أنحاء العالم.

وأشار السديس إلى أن المملكة العربية السعودية جعلت من خدمة الحرمين الشريفين ورعاية زوارهما أمانة عظيمة تحملتها منذ تأسيسها، فوفرت كل ما يلزم من إمكانات بشرية وتقنية وتنظيمية لضمان أداء الشعائر في بيئة آمنة يسودها النظام والسكينة، تحقيق لرسالتها الدينية التي شرفها الله بها.

الالتزام بالتعليمات الأمنية عبادة وقربة إلى الله

بين الشيخ السديس أن من أعظم صور التعبد في الحرمين الشريفين الالتزام بالتعليمات والأنظمة التي وضعتها الجهات المختصة، مؤكد أن اتباع توجيهات رجال الأمن ومنظمي الحشود لا يعد مجرد إجراء إداري، بل هو عبادة وقربة يتقرب بها العبد إلى ربه.

فالمحافظة على النظام، واحترام تعليمات الأمن، والتعاون مع الجهات المختصة تسهم جميعها في حماية الأرواح وصون حرمة المكان، وهي سلوكيات تعبر عن وعي المسلم ومسؤوليته أمام الله والمجتمع.

كما شدد على أن الحرمين الشريفين ليسا مكان للجدال أو الفوضى أو التصرفات الفردية غير المسؤولة، بل هما موضعان للسكينة والخشوع والتجرد لله تعالى، الأمر الذي يستدعي من الجميع التحلي بالأدب الشرعي والهدوء، والابتعاد عن كل ما يثير الفوضى أو يعكر صفو الزوار والعبّاد.

جهود المملكة في خدمة الحرمين وحماية قاصديهما

وأوضح السديس أن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، تضع أمن الحرمين وسلامة قاصديهما في مقدمة أولوياتها، وتبذل جهود ضخمة لتطوير منظومات الأمن والإدارة والتنظيم داخل الحرمين.

وأكد أن هذه الجهود تعكس عمق العناية التي توليها الدولة لمكانة الحرمين في قلوب المسلمين، وحرصها على أن يؤدي الحجاج والمعتمرون عباداتهم في أجواء يسودها الاطمئنان والنظام.

ودعا السديس كل من يقصد الحرمين إلى أن يستشعر عظمة المكان وقدسيته، وأن يلتزم بالتعليمات الصادرة من الجهات المختصة؛ فهي ليست تضييق على الناس، بل وسيلة لتحقيق مصلحتهم العامة وضمان سلامتهم، حتى يتمكن الجميع من أداء المناسك في يسر وسهولة.

جدل واسع بعد تداول مقطع من داخل الحرم المكي

وفي سياق متصل، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعل واسع بعد انتشار مقطع مصور داخل الحرم المكي أظهر مشادة بين أحد رجال الأمن ورجل وسيدة، حيث بدا في الفيديو رجل الأمن وهو يمسك بيد السيدة بقوة لدفعها إلى الوقوف وترك موقعها، قبل أن يتطور الموقف إلى نقاش حاد مع أحد المعتمرين الذي حاول التدخل.

وقد أثار هذا المقطع موجة من الجدل بين المستخدمين الذين انقسمت آراؤهم بين من رأى أن رجل الأمن كان يؤدي واجبه وفق التعليمات، وبين من اعتبر تصرفه قاسياً في التعامل.

وأعلنت قوات الأمن العام في بيان رسمي أن "القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة" باشرت ضبط المخالف واستكمال الإجراءات النظامية بحقه، مشددة على أن التعليمات داخل الحرم تطبق دون استثناء لضمان الأمن والنظام، وأن التعامل مع الحالات الفردية يتم وفق الأنظمة المرعية.

تحرك دبلوماسي مصري لتوضيح الموقف

وفي تطور لاحق، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط تصريح للسفير حداد الجوهري، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية، أكد فيه أن وزارة الخارجية المصرية تتابع الواقعة باهتمام بعد تداول الفيديو الذي قيل إنه يظهر أحد المعتمرين المصريين داخل الحرم الشريف.

وأوضح الجوهري أن الوزارة وجهت السفارة المصرية في الرياض والقنصلية العامة في جدة إلى التواصل الفوري مع السلطات السعودية الشقيقة لاستجلاء تفاصيل الموقف وملابساته، مشير إلى أن التواصل مستمر مع الجهات المختصة في المملكة لمتابعة مجريات القضية واتخاذ ما يلزم وفق القنوات الرسمية وبما يحفظ حقوق جميع الأطراف.