المديرية العامة للجوازات تمنع مغادرة المملكة لمن اصدر جواز سفر جديد ولم يستكمل هذا الاجراء

المديرية العامة للجوازات تمنع مغادرة المملكة لمن اصدر جواز سفر جديد ولم يستكمل هذا الاجراء
  • آخر تحديث

تشهد المملكة العربية السعودية في المرحلة الراهنة تحولات جذرية في نهجها الأمني والإداري، تجسدها حملات الترحيل في عام 2025، التي تعد واحدة من أبرز الخطوات التنظيمية في تاريخ المملكة الحديث.

المديرية العامة للجوازات تمنع مغادرة المملكة لمن اصدر جواز سفر جديد ولم يستكمل هذا الاجراء 

هذه الحملات لم تأتي بمعزل عن رؤية شاملة، بل جاءت كجزء من استراتيجية وطنية متكاملة تهدف إلى تعزيز أمن البلاد وحماية سوق العمل من التجاوزات والمخالفات، ضمن إطار يرسخ العدالة ويضمن الالتزام بالقوانين دون تمييز أو استثناء.

التحول الأمني والإداري في المملكة

تسعى المملكة من خلال هذه الإجراءات إلى بناء منظومة أمنية متكاملة تعنى برصد المخالفات ومكافحتها بطرق ميدانية دقيقة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والتنسيق بين مختلف الأجهزة الحكومية.

التحركات الأمنية تأتي في إطار خطة وطنية طموحة ترتكز على مبدأ الوقاية قبل المعالجة، وتستهدف ضبط أوضاع المقيمين وتنظيم العمالة بما يتوافق مع الأنظمة السعودية ويسهم في تحقيق استقرار اجتماعي واقتصادي مستدام.

النتائج الميدانية والإحصاءات الرسمية

أثمرت العمليات الأمنية المكثفة عن نتائج ملموسة في فترة زمنية قصيرة، حيث تمكنت الفرق الميدانية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة من ضبط أكثر من 22 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود.

توزعت هذه المخالفات على النحو التالي: 13,835 مخالف لأنظمة الإقامة، و4,772 مخالف لأنظمة أمن الحدود، و3,540 مخالف لأنظمة العمل، هذه الأرقام تعكس مدى فاعلية الإجراءات المتخذة ودقة التنسيق بين الجهات المعنية.

تحصين الحدود وتعزيز السيادة الوطنية

لم تقتصر الحملات على داخل المدن والمناطق السكنية فحسب، بل شملت جهود متواصلة لتأمين الحدود البرية والبحرية والجوية.

فقد نجحت الأجهزة الأمنية في إحباط 1,816 محاولة تسلل إلى الأراضي السعودية، وضبط 34 محاولة خروج غير نظامي، توزعت جنسيات المتسللين بين اليمن (36%) وإثيوبيا (62%) وجنسيات أخرى بنسبة (2%)، هذه النتائج تبرز جاهزية القوات السعودية في حماية حدودها ومنع أي اختراق أمني.

منظومة التطبيق والإجراءات التنظيمية

تستند حملات الترحيل في السعودية 2025 إلى منظومة إجرائية دقيقة تبدأ بعمليات الضبط وتنتهي بالترحيل الفعلي للمخالفين، وفق معايير نظامية واضحة تضمن العدالة والسرعة في التنفيذ.

تم استكمال الإجراءات النظامية لأكثر من 21 ألف مخالف، في حين تم التنسيق مع السفارات والقنصليات لاستصدار وثائق سفر لـ 13,569 شخص، وترحيل 10,820 مخالف بالفعل، مع استمرار استكمال ترتيبات السفر لـ 3,566 آخرين.

الردع القانوني والعقوبات المشددة

تؤكد السلطات المختصة أن النظام لا يقتصر على المخالفين فقط، بل يشمل أيضا كل من يشارك في التستر عليهم أو تسهيل بقائهم في البلاد بطريقة غير نظامية.

وتضمنت العقوبات الجديدة أحكام بالسجن قد تصل إلى 15 عام، وغرامات مالية تصل إلى مليون ريال، إضافة إلى مصادرة المركبات أو العقارات المستخدمة في المخالفات، مع النشر الإعلامي لأسماء المخالفين لتكون عبرة لغيرهم، وتصنيف هذه الأفعال كجرائم جسيمة تستوجب التوقيف الفوري.

المشاركة المجتمعية ودور المواطن

تحرص الجهات الأمنية على إشراك المجتمع في تحقيق أهداف الحملات، عبر فتح قنوات اتصال مباشرة للإبلاغ عن أي مخالفات.

خصص الرقم 911 لمناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية، بينما يمكن التواصل عبر الرقمين 999 و996 في بقية المناطق.

هذا التعاون بين المواطن والأجهزة الرسمية يعد ركيزة أساسية في إنجاح الجهود الوطنية لضبط النظام العام.

رؤية استراتيجية لتحقيق أهداف مستدامة

تسهم حملات الترحيل في تحقيق أهداف استراتيجية تتجاوز البعد الأمني، إذ تهدف إلى تنظيم سوق العمل، والقضاء على العمالة غير النظامية، وتعزيز العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين العاملين، وحماية مقدرات الوطن من أي استغلال أو تجاوز.

كما تندرج هذه الجهود ضمن رؤية المملكة 2030 التي تضع الأمن والاستقرار في مقدمة أولوياتها التنموية.

توضيحات قانونية حول الإقامة والجنسية

من أبرز التساؤلات المتداولة حول النظام السعودي ما يتعلق بسحب الجنسية أو التجنيس.

تسحب الجنسية السعودية في حال حصول المواطن على جنسية أخرى أثناء خدمته في القوات المسلحة لدولة أجنبية دون اتباع الإجراءات النظامية، وقد تصل الغرامة في مثل هذه الحالات إلى ستة آلاف ريال.

كما يمكن تجنيس زوج المواطنة السعودية إذا استوفى الشروط القانونية، بينما يسمح للمولودين داخل المملكة بالتقدم بطلب تجنيس وفق الضوابط المحددة نظام.

تعكس هذه الحملات مستوى الجدية والانضباط الذي تتبناه المملكة في إدارة شؤون الإقامة والعمل، وتبرز التزامها الراسخ بتعزيز الأمن الوطني وتنظيم الحياة العامة وفق رؤية مستقبلية واضحة.

إن حملة الترحيل في السعودية 2025 تمثل نموذج متقدم في الحزم الإداري والعدالة النظامية، وترسخ مكانة المملكة كدولة قانون ومؤسسات تسعى باستمرار إلى تحقيق الاستقرار وحماية مصالحها الوطنية.