هذا هو العقبة الوحيدة أمام رونالدو لتحقيق المجد الذي لن يتكرر في تاريخ الدوري السعودي

هذا هو العقبة الوحيدة أمام رونالدو لتحقيق المجد الذي لن يتكرر في تاريخ الدوري السعودي
  • آخر تحديث

لا يبدو أن وهج النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قابل للأفول، حتى بعد مرور ما يزيد على عامين من انضمامه إلى نادي النصر السعودي، في كل مباراة، يثبت "الدون" أن العمر ليس سوى رقم، وأن الشغف باللعبة والاحترافية المطلقة يمكن أن يصنعا المعجزات فوق المستطيل الأخضر.

هذا هو العقبة الوحيدة أمام رونالدو لتحقيق المجد الذي لن يتكرر في تاريخ الدوري السعودي 

وفي ليلة كروية جديدة بالرياض، واصل القائد البرتغالي تألقه اللافت، حين قاد فريقه إلى فوز مستحق على فريق نيوم بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف، ضمن منافسات الجولة الثامنة من دوري روشن السعودي للمحترفين.

النصر يواصل الانتصارات ورونالدو يوقع على الهدف المئة تهديفي

في مباراة شهدت حضور جماهيري غفير، بدأ النصر اللقاء بضغط هجومي واضح، وتمكن من ترجمة تفوقه مطلع الشوط الثاني عندما افتتح البرازيلي أنجيلو جابرييل التسجيل في الدقيقة السابعة والأربعين.

ومع مرور الوقت، استمر الفريق النصراوي في البحث عن هدف الأمان، حتى جاءت الدقيقة الخامسة والستون لتشهد لحظة تألق جديدة لرونالدو، الذي نفذ ركلة جزاء بإتقان كبير، مانح فريقه الهدف الثاني.

وبعد أن قلص نيوم الفارق في الدقيقة الرابعة والثمانين عبر لاعبه أحمد عبده، عاد جواو فيليكس ليحسم النتيجة سريعا للنصر بالهدف الثالث عند الدقيقة السادسة والثمانين.

هذا الفوز عزز موقع النصر في صدارة الدوري بعد تحقيقه الانتصار الثامن على التوالي، رافعًا رصيده إلى 24 نقطة من ثماني مباريات كاملة دون أي تعثر.

إنجاز تاريخي جديد

الهدف الذي سجله كريستيانو رونالدو أمام نيوم لم يكن مجرد رقم في سجل المباراة، بل مثّل علامة فارقة في مسيرته داخل الملاعب السعودية.

فبهذا الهدف، وصل النجم البرتغالي إلى مئويته التهديفية في دوري روشن السعودي، بعدما ساهم في 100 هدف بين تسجيل وصناعة منذ انتقاله إلى النصر في يناير من عام 2023.

وبالأرقام، سجل رونالدو 83 هدف وصنع 17 آخرين خلال 85 مباراة، ليصبح ثاني أسرع لاعب في تاريخ الدوري يصل إلى هذا الرقم، بعد المغربي عبد الرزاق حمد الله الذي حققه في 80 مباراة.

ويعد الدوري السعودي رابع دوري في مسيرة رونالدو يحقق فيه مئة مساهمة تهديفية، بعد الدوريات الكبرى في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، ما يؤكد أن النجم البرتغالي ما زال محافظ على مستواه العالمي في كل محطة احترافية يخوضها.

الحذاء الذهبي سباق جديد يشتعل

مع بداية الموسم الحالي، دخل رونالدو سباق الحذاء الذهبي بقوة، وسجل حتى الآن عشرة أهداف في مختلف المسابقات، منها تسعة في الدوري، إلى جانب تمريرتين حاسمتين.

ويحتل النجم البرتغالي وصافة ترتيب الهدافين خلف زميله جواو فيليكس الذي يملك عشرة أهداف، في سباق يبدو مشتعل بين الثنائي النصراوي على صدارة الهدافين في نسخة هذا الموسم.

أرقام لا تمحى من ذاكرة الدوري السعودي

منذ أن ارتدى قميص النصر، اعتاد رونالدو على تحطيم الأرقام القياسية. ففي موسمه الأول، سجل 14 هدف رغم انضمامه في منتصف الموسم، ليؤكد قدرته على التأثير السريع.

وفي الموسم التالي، توّج هدافًا للدوري بـ35 هدف، وهو أعلى رقم يسجله لاعب في موسم واحد بتاريخ البطولة.

ثم حافظ على اللقب في الموسم الماضي بتسجيله 25 هدف، ليصبح أول لاعب يحقق الحذاء الذهبي في موسمين متتاليين منذ إنشاء دوري روشن بصيغته الحديثة.

صراع الأرقام مع حمد الله

يستمر التنافس المثير بين كريستيانو رونالدو والمغربي عبد الرزاق حمد الله، ولكن هذه المرة على صعيد الأرقام التاريخية داخل نادي النصر نفسه.

فقد رفع رونالدو رصيده إلى 109 أهداف بقميص "العالمي"، ليقترب كثير من تحطيم رقم حمد الله الذي يملك 115 هدف، وهو ما قد يحدث قريبا إذا استمر النجم البرتغالي في مستواه التهديفي الحالي.

هذا السباق لا يقتصر على الأرقام فحسب، بل يعكس روح التحدي التي يمتاز بها رونالدو في كل تجربة يخوضها، إذ لا يرضى إلا بأن يكون الأول.

ما الذي ينتظر رونالدو في موسمه الثالث مع النصر؟

يدخل رونالدو هذا الموسم بروح متجددة وطموحات مرتفعة، بعد خيبات الأمل التي عاشها في الموسمين السابقين، حيث خسر لقب الدوري لصالح الاتحاد والهلال، وخرج من دوري أبطال آسيا في مراحل متقدمة.

لكن النجم البرتغالي يبدو أكثر تصميم من أي وقت مضى على قيادة فريقه نحو الثنائية الكبرى هذا العام: لقب الدوري السعودي ولقب دوري أبطال آسيا.

فإلى جانب تأثيره الفني الكبير داخل الملعب، بات وجوده في النصر عامل محفز لجميع اللاعبين، حيث يُلهم زملاءه بأخلاقيات العمل والانضباط والرغبة في الانتصار.

رونالدو أكثر من مجرد لاعب

ربما لم يعد كريستيانو رونالدو مجرد نجم يسجل الأهداف، بل أصبح رمز مؤثر في كرة القدم السعودية والعربية.

فقد غيّر انضمامه إلى النصر ملامح الكرة في المنطقة، وساهم في رفع مستوى التنافس والجماهيرية والإعلام الرياضي المحلي.

ومع استمرار تألقه، يثبت أن رحلته في السعودية ليست محطة أخيرة، بل فصل جديد في مسيرة أسطورية تكتب كل يوم بمزيد من العزيمة والنجاح، إنه رونالدو الذي لا يشيخ، ولا يتوقف عن الإبداع، ولا يعرف طريق سوى المجد.