عاجل: وزارة الحج تكشف عن اختراع ثوري لمراقبة الحجاج ومعرفة الحجاج الذين لا يحملون تصاريح حج والتطبيق في موسم 1447

وزارة الحج تكشف عن اختراع ثوري لمراقبة الحجاج
  • آخر تحديث

أعلنت وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية عن طرح نظام ذكي مبتكر لمراقبة الحشود وتنظيم دخول الحجاج إلى المشاعر المقدسة، يتمحور حول بطاقة ذكية تحمل اسم بطاقة نسك. 

وزارة الحج تكشف عن اختراع ثوري لمراقبة الحجاج 

ما يعد خطوة نوعية في إطار سعي الوزارة لتحقيق تنظيم أكثر فاعلية والأمان الكامل لضيوف الرحمن خلال موسم حج عام 1447 هـ.

البطاقة الذكية: بصمة أمنية للحاجة والنظام

ووفقا لما أعلنه المتحدث باسم الوزارة، فإن بطاقة نسك مزوّدة بتقنيات أمنية عالية الجودة تتيح التأكد من هوية الحاج النظامي وربط بياناته مباشرة بالأنظمة المركزية، ما يمكن من رصد الحجاج غير النظاميين أو الذين لا يملكون تصاريح حج معتمدة.

وأوضح أن البطاقة متزامنة مع تطبيق إلكتروني ومنظومة متصلة تشكل قاعدة بيانات شاملة تمكن الجهات المختصة من التعرّف على حامل البطاقة فورا.


وأضافت الوزارة أن حيازة البطاقة ستكون شرط أساسي لدخول المشاعر المقدسة والتنقل داخلها، حيث سيتم عند نقاط الدخول والتفويج التأكد من وجود البطاقة وربطها بحملة الحاج.

وأوضحت أن البطاقة تتضمن بيانات شخصية مثل الاسم والجنسية ورقم الجوال، ومعلومات السكن الرسمي داخل مكة والمشاعر، إضافة إلى بيانات الحملة المرافقة للحاج، مما يسهل تقديم الخدمات الطبية واللوجستية، ويقلل بشكل كبير من ظاهرة الحجاج غير النظاميين.

لماذا هذا النظام الآن؟ ترتيب موسم حج بأعلى معايير الأمان

يأتي إطلاق البطاقة الذكية في سياق جهود المملكة ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن لتحقيق “الحج الميسر الآمن” وفق رؤية المملكة 2030، وذلك في ظل تزايد أعداد الحجاج وانعكاسات التكدّس والتنقل بين المشاعر، ما يتطلب حلولاً تكنولوجية ذكية.

أفادت الوزارة بأن البطاقة ستكون جاهزة للاستخدام بالكامل في موسم حج 1447 هـ، وسيتم توزيعها على جميع الحجاج الخارجيين والداخليين.


وأوضح المسؤول أن التجربة الأولى لبطاقة نسك في مواسم سابقة أثبتت جدواها في تسهيل العمل الميداني وتقليص حجم الحالات التيه أو فقدان الحاج، فمثلا تم رصد انخفاض ملحوظ في حالات الانفصال عن الفوج أو التأخّر عن المواكب.

وبفضل الربط الفوري بالبيانات، يمكن للجهات المعنية تتبع تركيبة الحملة وعدد الحجاج والتأكد من مطابقة الأعداد.

المزايا التشغيلية والخدمات المرتبطة

من بين المزايا التي تتيحها البطاقة: تسهيل النقل والتنقل ضمن المشاعر، تسليم الإعاشة والمبيت، الحصول على الخدمات الصحية، وحالات الطوارئ، والإرشاد والمساعدة، بالإضافة إلى تعزيز التواصل بين الحاج وقيادة حملته عبر التقنية.

وتشير المصادر إلى أن البطاقة مزوّدة بشريحة اتصال قريبة المدى (NFC) أو رمز مسح ضوئي، ما يمكن الأجهزة الميدانية من قراءة البيانات بسرعة.


كما أشارت الوزارة إلى أن الحاج الذي لا يحمل البطاقة أو يكون غير مسجّل عبر المنظومة قد يمنع من مواصلة التنقّل إلى بعض المواقع، أو يحال إلى مراكز التنظيم لإكمال الإجراءات النظامية، ما يجعل البطاقة شرط للتنقل الخالي من التعطيل.

رغم أن النظام يحمل فوائد جمة، إلا أنه يحمل أيضا تحديات تنفيذية على الأرض، منها التأكد من تدريب العاملين الميدانيين على قراءة البطاقة والتعامل مع بياناتها، وضمان تغطية الشبكة داخل المشاعر، والتعامل مع الحاج الذي قد يفقد بطاقته أو لا يتقن استخدامها، خاصة من كبار السن أو من الدول ذات الخبرة الرقمية المحدودة.


ومن المتوقع أن يرتفع مستوى التنسيق بين وزارة الحج والجهات الأمنية والصحية واللوجستية عبر منصة متكاملة، كما أن بيانات البطاقة ستستخدم مستقبل لتحليل حركة الحجاج ومساراتهم، ما قد يسهم في التخطيط الأفضل ومواجهة الحالات الطارئة.

وأن النظام لن يقتصر على موسم حج واحد بل سيتواصل ويحسّن في المواسم القادمة، بحسب قول المسؤول.

في ضوء ما سبق، يعد إطلاق بطاقة نسك الذكية من وزارة الحج والعمرة سابقة تنظيمية نوعية في إدارة الحشود وتنظيم مشاعر الحج ضمن إطار رقمي حديث.

وهي تأتي كمحور مركزي لضمان سلامة الحاج النظامي وكشف المخالف، وتُعزز من قدرة المملكة على إدارة عملية الحج بحرفية وفعالية أعلى.

ومن المنتظر أن يكون موسم حج 1447 هـ أول اختبار شامل لهذا النظام، ما يجعل الحجاج ومقدمي الخدمة في سباق للالتزام والتجهيز لتجربة آمنة ومأمونة.

المصادر