رئيس الهلال نواف بن سعد يكشف كيف يستفيد النصر من اخطاء اتحاد كرة القدم السعودي

رئيس الهلال نواف بن سعد يكشف كيف يستفيد النصر من اخطاء اتحاد كرة القدم السعودي
  • آخر تحديث

تعيش جماهير الهلال السعودي حالة من التساؤل بعد الأزمة المفاجئة التي تفجرت بين النادي واللاعب البرازيلي رينان لودي، والتي بدت للوهلة الأولى غامضة وغير مبررة.

رئيس الهلال نواف بن سعد يكشف كيف يستفيد النصر من اخطاء اتحاد كرة القدم السعودي 

فبينما كان الجميع ينتظر أن يواصل اللاعب مسيرته مع الفريق بثبات تحت قيادة المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، جاءت الأحداث الأخيرة لتفتح باب الجدل حول أسباب الخلاف وسلوك اللاعب في الفترة الأخيرة.

الأمير نواف بن سعد، أحد أبرز الشخصيات الهلالية، كشف تفاصيل جديدة حول الأزمة، موضح أن ما حدث مع لودي لم يكن مجرد سوء تفاهم بسيط، بل سلسلة من التصرفات التي أثارت استغراب الجهاز الفني والإدارة على حد سواء، خاصة أن اللاعب كان قد تلقى وعودًا واضحة بشأن دوره في الفريق خلال البطولات القارية.

بداية الأزمة وموقف الجهاز الفني

بحسب ما أكده الأمير نواف بن سعد، فإن سيموني إنزاغي، المدير الفني للهلال، كان قد جلس مع اللاعب البرازيلي قبل فترة قصيرة من انطلاق مباريات دوري أبطال آسيا، وأبلغه بشكل صريح بأنه سيكون ضمن حساباته في البطولة وسيلعب في مركزين محددين يتناسبان مع قدراته الفنية، وقد أبدى لودي حينها موافقته الكاملة والتزامه بمتطلبات الجهاز الفني دون أي اعتراض.

لكن عقب عودة الفريق إلى الرياض بعد إحدى المباريات، لاحظ الجميع تغير واضح في سلوك اللاعب داخل التدريبات وخارجها، حيث بدت عليه علامات الانزعاج وعدم الانضباط، الأمر الذي أثار تساؤلات داخل النادي حول سبب هذا التحول المفاجئ في تصرفاته.

تصرف غير متوقع من اللاعب

الأحداث أخذت منحى أكثر جدية حين قرر رينان لودي مغادرة المملكة والسفر إلى البرازيل دون الحصول على إذن مسبق من إدارة النادي أو الجهاز الفني.

هذا التصرف اعتبرته الإدارة مخالفة صريحة للوائح والانضباط الداخلي، مما استدعى اتخاذ إجراءات عاجلة لمساءلته.

وأكد الأمير نواف بن سعد أن سلوك اللاعب أثار دهشة الجميع في الهلال، خصوصا أن النادي لم يكن في حالة نزاع معه أو في خلاف مالي أو فني، بل كانت العلاقة تسير بشكل طبيعي.

وأشار إلى أن هذا النوع من التصرفات يعكس غياب الوعي الاحترافي لدى بعض اللاعبين الأجانب الذين لا يدركون خصوصية التعامل داخل الأندية السعودية الكبيرة.

دور وكيل اللاعب في الأزمة

لم يخف الأمير نواف أن جزء من المشكلة يعود إلى وكيل أعمال اللاعب الذي، بحسب قوله، لم يكن على دراية كاملة بالأنظمة والقوانين المعمول بها في السعودية، سواء من الناحية التعاقدية أو الإدارية.

فقد تعامل الوكيل مع الوضع وكأنه يخص نادي أوروبي، دون أن يدرك أن الأندية السعودية تخضع لأنظمة صارمة في ما يتعلق بالالتزام والانضباط المهني.

وأشار إلى أن هذا الجهل أو سوء الفهم من جانب الوكيل ساهم في تأزيم الموقف، إذ يفترض أن يكون هو الجهة التي تنصح اللاعب وتوجهه نحو احترام القواعد والأنظمة، لا أن تتركه يتصرف بطريقة عشوائية قد تضر بمستقبله المهني وعلاقته مع النادي.

موقف الإدارة الهلالية والخيارات المتاحة

إدارة الهلال، من جانبها، لم تصدر عقوبات متسرعة، بل اتخذت موقف متزن يقوم على دراسة الموقف بشكل شامل قبل اتخاذ أي قرار نهائي بشأن مستقبل اللاعب.

فقد وضعت الإدارة أمامها خيارين رئيسيين: إما تسوية ودية تضمن عودة اللاعب والتزامه بعقده حتى نهاية الموسم، أو البحث عن بديل مناسب في فترة الانتقالات المقبلة في حال استمرار غيابه أو رفضه العودة.

ويؤكد المقربون من النادي أن الهلال يسعى للحفاظ على استقراره الفني وعدم السماح لأي تصرف فردي بأن يؤثر على روح الفريق أو خططه للمنافسات المحلية والآسيوية.

انعكاس الأزمة على الفريق والجماهير

لا شك أن هذه الأزمة أحدثت حالة من القلق بين جماهير الهلال، التي اعتادت رؤية فريقها في أجواء من الانضباط والاحترافية العالية.

ورغم ذلك، فإن كثيرين يرون أن الإدارة الحالية قادرة على التعامل مع الموقف بحكمة كما فعلت في مواقف مشابهة من قبل، مؤكدين أن النادي لا يتأثر برحيل لاعب واحد مهما كان اسمه أو قيمته الفنية.

ويرى محللون أن هذه الواقعة قد تكون درس مهم للأندية السعودية في ضرورة تشديد الضوابط عند التعاقد مع اللاعبين الأجانب، والتأكد من وعيهم الكامل بطبيعة القوانين المحلية والالتزامات التعاقدية.

قضية رينان لودي تظل مثال واضح على التحديات التي تواجه الأندية في التعامل مع اللاعبين الأجانب في ظل تباين الثقافات الاحترافية.

ورغم ما حملته الأزمة من مفاجآت، فإن الهلال يبقى نادي معتاد على إدارة مثل هذه الملفات بحكمة واتزان، مع الحرص على عدم الإضرار باستقرار الفريق أو مسيرته في البطولات المقبلة.