ليش الفقع غالي في السعودية والكويت؟

ليش الفقع غالي في السعودية والكويت
  • آخر تحديث

يعد الفقع، المعروف أيضا باسم الكمأ الصحراوي، من الأطعمة الموسمية النادرة التي تظهرها الصحارى بعد هطول الأمطار، ولا تستوفي ظروفها سوى مناطق محدودة من المملكة العربية السعودية والكويت ودول الخليج.

ليش الفقع غالي في السعودية والكويت

ويفسر الخبراء ارتفاع أسعاره بأن نموه يعتمد على عوامل طبيعية غير مضمونة مثل كمية الأمطار والنشاط الكهربائي (الرعد) والتربة المناسبة.

ففي السعودية مثلا، يتطلب الأمر أن تكون الأرض قد ارتوت وأن تظهر شجيرات نبات «الرقروق» أو ما يعرف بـ«الرقة» قربها لتكوين الفقع، ومن ثم أن يأتي جمعه باعتدال.


وفي الكويت يشير تقرير إلى أن إنتاجه المحلي شبه منعدم بينما الطلب مرتفع بشدة، وقد تصل الأسعار إلى معدلات مرتفعة نظرا لضعف المعروض والمنافسة بين المشترين. 

طلب مرتفع وحضور ثقافي يرفع السعر

إلى جانب الندرة، يشكل الطلب المرتفع عنصر جوهري في رفع السعر. ففي السوق الكويتي، يشاد بأن «الكويتيين مدمنون على الفقع» بسبب نكهته الفريدة ومكانته في المطبخ المحلي، ما يجعلهم يدفعون أموال طائلة للحصول عليه.


وفي المملكة، يعد الفقع أحد الأطباق التي يحاط بها تقدير كبير ضمن الثقافة الصحراوية، وتظهر تقارير عن أسواق موسمية تظهر في مختلف المدن لبيعه بأسعار تبدأ من عدة مئات من الريالات وتصل إلى آلافها، ويعود هذا أيضا للعرض المحدود في موسمي الشتاء والربيع.

أنواع الفقع وجودته تؤثر على السعر

تتعدد أنواع الفقع بحسب اللون والحجم والمذاق؛ فمثلا النوع الأبيض «الزبيدي» يعد من الأنواع الأعلى طلب والأغلى ثمن، يليه النوع «الخلاسي» ذو اللون الأحمر.

ويشير تقرير إلى أن السعر يتحدد بحسب الحجم والنوع وجودة الحبة.
كما تؤكد تقارير أن نوع التربة والمناخ المحيط يؤثران في المذاق والرائحة، ما يجعل بعض الحبات محط تقدير خاص في الأسواق، وبالتالي تتحقق أسعار مرتفعة. 

من العوامل البيئية أيضا أن الفقع يتطلب موسم أمطار خاص حتى ينبت، ويعد أول ظهور له بعد الأمطار الموسمية والرعد، ثم يُحصد خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا.

في بعض السنوات التي يقل فيها المطر، تقل كميات ظهوره، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.


من الجانب الاقتصادي، هناك تكاليف جمع عالية لأن عمليات البحث تأخذ وقت وجهد واسع في الصحراء وأحيانا في أجزاء يصعب الوصول إليها.

علاوة على أن بعض المناطق المحمية أو الحدودية قد تحدّ من الوصول أو تطلب تصاريح، مما يزيد التكلفة ويرفع السعر النهائي

رغم أن الأسعار مرتفعة حاليا، إلا أن بعض البائعين في الكويت توقعوا انخفاضها إذا ما زاد العرض من دول مثل الجزائر وليبيا والمغرب خلال الأيام المقبلة.

وفي السعودية، تشير بعض التقارير إلى أن الزراعة المنظمة للفقع ما زالت في بدايتها، مما قد يساعد مستقبلا على رفع الإنتاج وتقليل الأسعار تدريجي. 

بهذا، يمكن القول إن ثلاثة عوامل رئيسية تكمن خلف غلاء الفقع في السعودية والكويت: ندرته البيئية، الطلب الثقافي القوي، وتنوع وجودة الأنواع، وبقي أن يتضامن العرض مع الطلب حتى يستقر السعر ويصبح متاح لشرائح أوسع من المستهلكين.

المصادر