الاجابة على السؤال الصعب حول وراء تعثر نمر الاتحاد في كل انطلاقه

الاجابة على السؤال الصعب حول وراء تعثر نمر الاتحاد في كل انطلاقه
  • آخر تحديث

تحول نادي الاتحاد السعودي إلى لغز صعب الفهم خلال هذا الموسم، حيث يصعب على المتابعين وحتى على مدربه البرتغالي سيرجي كونسيساو تفسير التذبذب الكبير في مستوى الفريق.

الاجابة على السؤال الصعب حول وراء تعثر نمر الاتحاد في كل انطلاقه 

الفريق يظهر بصورة شرسة في بعض البطولات، ويعجز عن تقديم الأداء ذاته في بطولات أخرى.

فبينما يحقق "العميد" انتصارات كبيرة في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، وصول لنصف النهائي بعد الإطاحة بالشباب والنصر، نجد الفريق ذاته يتعرض لهزائم قاسية في الدوري المحلي ودوري النخبة الآسيوي، مثل سقوطه أمام الدحيل، مما يثير علامات استفهام حول سر هذا التباين الكبير.

للوقوف على أسباب هذا التذبذب، يمكن تقسيمها إلى خمسة محاور أساسية تكشف لغز الاتحاد هذا الموسم.

الحافز النفسي

يبدو أن لاعبي الاتحاد يتعاملون مع بطولة الكأس بمنطق "النجاة أو الفشل"، وذلك لأن فرص الفريق في الدوري والمنافسة الآسيوية محدودة.

الكأس أصبحت الملاذ الوحيد لإنقاذ الموسم من الإخفاق الكامل، وهذا يولد ضغط إيجابي يحفز اللاعبين على تقديم أقصى ما لديهم.

أما في الدوري المحلي والمنافسات الآسيوية، فيختفي هذا الحافز مع شعور اللاعبين بعدم القدرة على المنافسة الطويلة، ما يؤدي إلى التراخي وسقوط الفريق في مباريات تبدو سهلة على الورق.

أزمة التحضير للمباريات الخارجية

أشار المدرب كونسيساو إلى وجود تحديات خارج الملعب تؤثر على أداء الفريق، وخصوصا في البطولات القارية، فالفريق يعاني من صعوبات في التحضير النفسي والبدني قبل مواجهة الفرق الأجنبية، بما في ذلك إرهاق السفر والافتقاد إلى التركيز الذهني المطلوب.

هذا ينعكس على مستوى اللاعبين، فيدخلون اللقاءات القارية وهم غير متماسكين ذهنيا، بعكس المباريات المحلية الكبرى حيث يكون التركيز الكامل داخل المستطيل الأخضر.

ضعف العمق في التشكيلة

تظهر الفجوة الفنية بوضوح في المباريات الطويلة، إذ يمتلك الاتحاد تشكيلة أساسية قوية، لكنها غير كافية لمواصلة الأداء في البطولات الممتدة.

دكة البدلاء لا توفر بدائل قوية، مما يرهق اللاعبين الأساسيين ويؤدي إلى انخفاض الأداء البدني والفني، خصوصا في الشوط الثاني من المباريات القارية.

في المقابل، تسمح مباريات الكأس ذات التواتر الأقل باستخدام التشكيلة المثالية كاملة، ما يفسر النجاح النسبي في هذه البطولة.

التحفظ الدفاعي

يعتمد الاتحاد بشكل كبير على التكتل الدفاعي والاعتماد على المرتدات السريعة، وهو أسلوب ناجح أمام فرق تنطلق للهجوم مثل الشباب والنصر في الكأس.

لكن أمام الفرق التي تلعب بحذر وتهتم بالاستحواذ على الكرة، يكشف هذا الأسلوب نقاط ضعف الفريق بسرعة، فعند استقبال هدف واحد، تتفكك الصلابة الدفاعية، ويصبح الفريق عرضة للاختراق بسهولة، خصوصا إذا كانت المهمة تتطلب بناء اللعب من الخلف.

تذبذب مستوى النجوم

لا يمكن إغفال دور اللاعبين الكبار في هذه الأزمة، يعاني الاتحاد من تذبذب واضح في مستوى أعمدته الرئيسية، حيث يقدم اللاعبون مثل كريم بنزيما ونغولو كانتي وفابينيو أداء عالمي في مباراة، ويغيبون تماما في الأخرى.

هذا التذبذب الفردي يؤثر مباشرة في شخصية الفريق، فيكون حاضر ذهنيا في مباريات الكأس بسبب الضغط المباشر والتحدي، بينما يغيب الحسم الفردي في الدوري والمنافسات القارية، ما يجعل الفريق يبدو بلا قيادة واضحة في اللحظات الحرجة.

فريق غير متوازن بحاجة لتطوير

الاتحاد ليس فريق ضعيف، بل هو فريق قوي ولكنه غير متوازن. الوصول لنصف نهائي الكأس يعد إنجاز جيد، لكن استمرار التذبذب في الدوري والمنافسات الآسيوية يعكس حاجة الفريق لمعالجة مشكلات التحضير الذهني، وزيادة العمق في التشكيلة، وتعزيز الانضباط التكتيكي.

إذا لم يتم حل هذه القضايا، سيظل الاتحاد فريق قادر على التألق محليا في الكأس، لكنه يفقد هيبته وقوته عندما تتسع رقعة المنافسة.