مشاريع ضخمة تغير وجه جازان وهذا هو سر جاذبيتها وتصدرها مدن المملكة

مشاريع ضخمة تغير وجه جازان وهذا هو سر جاذبيتها وتصدرها مدن المملكة
  • آخر تحديث

حين يقترب الزائر من جازان، يشعر وكأنه يدخل عالم مغاير يجمع بين هدوء الطبيعة وثراء التاريخ، فهي أرض تتعدد فيها الملامح بين سلاسل جبلية تعانق السماء، وسهول خضراء تمتد بلا حدود، وسواحل هادئة تتناغم فيها أمواج البحر مع نسيم الغروب.

مشاريع ضخمة تغير وجه جازان وهذا هو سر جاذبيتها وتصدرها مدن المملكة

وتمنح هذه التوليفة الفريدة جازان شخصية لا تشبه أي منطقة أخرى، تجعلها مقصد لمن يبحث عن متعة التجوال في الطبيعة، أو يرغب في الراحة والاستجمام، أو يتوق إلى اكتشاف إرث ثقافي أصيل حافظت عليه الأجيال عبر الزمن.

وتأسر المنطقة زوارها بجوها الدافئ، وكرم إنسانها، وتنوع بيئاتها، ما يجعلها وجهة سياحية تزداد إشراق عام بعد عام.

تناغم التراث مع جمال الطبيعة

تتميز جازان بقدرتها على مزج الموروث الشعبي مع البيئة المحيطة، حيث تبدو القرى التراثية والبيوت الحجرية والجدران الطينية كامتداد طبيعي للجبال والسهول.

وتحتضن الأسواق الشعبية حكايات الماضي في الحرف اليدوية والمنتجات المحلية، فيما تضفي المأكولات الجازانية نكهتها الخاصة على تجربة الزائر، لتمنحه رحلة متكاملة بين الطبيعة والثقافة.

رؤية تنموية تستثمر أصالة المكان

عملت إمارة المنطقة والجهات الحكومية خلال السنوات الأخيرة على تنفيذ برامج شاملة تستهدف تحويل جازان إلى نموذج وطني في السياحة المستدامة، وذلك ضمن مسار يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة.

وشملت هذه الجهود تطوير الطرق المؤدية إلى المواقع الطبيعية، وتحسين البنية التحتية للمرافق السياحية، وإيجاد مساحات ترفيهية ورياضية للعائلات، إلى جانب الاهتمام بالمعايير البيئية التي تحافظ على جمال الطبيعة ومواردها.

نمو دور القطاع الخاص ودعم الاقتصاد المحلي

امتدت النهضة السياحية لتشمل القطاع الخاص الذي لعب دور بارز في إنشاء المنتجعات البيئية والفنادق الحديثة، وتقديم خدمات ضيافة راقية تلائم مختلف الفئات.

وأسهمت هذه المشروعات في تنشيط الحركة الاقتصادية، وخلق فرص عمل جديدة، إلى جانب إطلاق برامج تدريبية استهدفت الشباب لتمكينهم في مجالات الإرشاد السياحي والضيافة وتنظيم الرحلات.

وبفضل هذا التعاون بين القطاعين العام والخاص، أصبحت جازان نموذج متقدم في التكامل الاقتصادي والسياحي.

جبال تحتضن الضباب ومدرجات تحكي التاريخ

عند الصعود نحو قمم المنطقة، يلتقي الزائر بمشاهد آسرة؛ قرى يلفها الضباب، ومدرجات زراعية تعود لعقود طويلة، ومزارع البن الخولاني التي باتت رمز للزراعة الجبلية في الجنوب.

وتوفر الأودية العميقة والعيون الحارة مساحات مثالية لعشاق المغامرة والراغبين في الاستمتاع بالطبيعة الهادئة بعيد عن صخب المدن.

جزر فرسان سحر البحر وروعة الحياة الفطرية

يمتد سحر جازان حتى سواحلها الغربية حيث تتلألأ جزر فرسان بشواطئها البيضاء ومياهها الصافية وشعابها المرجانية ذات التنوع الفريد.

وتعد الجزر وجهة مثالية للغوص والرحلات البحرية وصيد الأسماك، إلى جانب البرامج التعليمية المخصصة للأطفال لتعزيز الوعي بالحياة البحرية، ما يحقق توازن واضح بين السياحة والحفاظ على البيئة.

أسواق ومهرجانات تحيي روح المكان

في قلب المدن والقرى، تبقى الأسواق التراثية والمهرجانات الثقافية جزء أصيل من هوية جازان.

فهي ساحات تلتقي فيها الحرف اليدوية مع الفنون الشعبية، وتروي للزوار قصة المكان من خلال ألوانه وروائحه وحكايات أهله، مما يضفي عمق إنساني على التجربة السياحية.

دور المجتمع في تعزيز السياحة المسؤولة

لم تقتصر جهود التنمية على الجهات الحكومية فحسب، بل امتدت إلى المجتمع المحلي الذي شارك بفاعلية في المبادرات البيئية، مثل حملات تنظيف الشواطئ والمحميات، والتوعية بأهمية المحافظة على الثروات الطبيعية.

وأسهمت هذه المبادرات في ترسيخ مفهوم السياحة المسؤولة التي تبنى على احترام الطبيعة والارتقاء بجودة الحياة.