السعودية: بعد مطالبات من أولياء الأمور وزارة التعليم تصدر قرار هام حول الدراسة في رمضان 1447

بعد مطالبات من أولياء الأمور وزارة التعليم تصدر قرار هام حول الدراسة في رمضان 1447
  • آخر تحديث

في خطوة تعد من أكثر القرارات التعليمية إثارة للجدل في السنوات الأخيرة، أعلنت وزارة التعليم السعودية اعتماد خطة دراسية جديدة خلال شهر رمضان تقضي بتعطيل الحضور المدرسي لعدد كبير من الأيام، ليصل مجموع الإجازة إلى تسعة عشر يوم من أصل ثلاثين.

بعد مطالبات من أولياء الأمور وزارة التعليم تصدر قرار هام حول الدراسة في رمضان 1447 

هذا التحول المفاجئ لم يكن مجرد تعديل بسيط في الجداول، بل أثار نقاش واسع داخل المجتمع السعودي، لما له من تأثير مباشر على ملايين الأسر التي تعتمد على المدارس كجزء من تنظيم حياتها اليومية.

الشارع السعودي استقبل القرار بين من يرى فيه استجابة واعية لطبيعة الشهر الكريم وما يحمله من روحانية، وبين من اعتبره تحدي جديد يضيف أعباء على الأسر العاملة.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن هذا التحول يعكس اتجاه واضح نحو إعادة تشكيل العلاقة بين التعليم والطقوس الدينية بطريقة تتناسب مع خصوصية المجتمع.

تفاصيل الخطة وتغييرات الدوام

تشمل الخطة تعديلات جذرية في آلية الدوام المدرسي. فقد تم اعتماد بداية الدوام في التاسعة صباحا بعد أن كانت في السابعة والنصف، مع تقليل الساعات الدراسية إلى أربع ساعات فقط، هذا التغيير يمنح الطلاب وقت أطول للراحة ويتيح لهم أداء الشعائر الرمضانية دون ضغط أو إرهاق.

وترى العديد من الأسر أن هذه الخطوة تحمل جانب إنساني يعيد الاعتبار لاحتياجات الطلاب خلال هذا الشهر.

تقول أم سارة، وهي موظفة في القطاع الخاص: القرار مريح من جهة، لكنه يضعني أمام تحدي إيجاد من يرعى ابنتي خلال فترة الإجازة الطويلة.

أما الطالب الثانوي أحمد المطوع فيعبر عن سعادته قائلا: هذا أفضل رمضان سيمر علينا، لأننا نستطيع التركيز على العبادة دون أن نرهق من الاستيقاظ المبكر.

خلفيات القرار وأبعاده التربوية

القرار الجديد ليس وليد اللحظة، بل يأتي ضمن سلسلة سياسات تتجه نحو تعليم أكثر مرونة، يأخذ بعين الاعتبار الجوانب النفسية والدينية للطلاب.

ويرى الخبير التربوي د. محمد العبيدي أن هذه النقلة تعزز التوازن المطلوب بين التعلم والحياة الروحية، وهو توازن افتقرت له الأنظمة التقليدية في كثير من الدول العربية.

اللافت أن هذه الخطوة تمثل خروج واضح عن النموذج التعليمي المعتاد في كثير من الدول، حيث يظل الجدول المدرسي ثابت تقريبا حتى في رمضان.

ومع ذلك، اختارت السعودية اتباع نهج يضع الطالب وقيم المجتمع في المقام الأول، ما يجعل التجربة محل اهتمام تربوي إقليمي.

تأثيرات القرار على حياة الأسر والمدارس

تعيش الأسر السعودية حالة من إعادة ترتيب الروتين اليومي، فالإجازات الطويلة تتطلب حلول عملية لرعاية الأطفال وتنسيق أوقات العمل، في الجانب الآخر، تواجه المدارس تحدي في إعادة صياغة خططها الدراسية، وضغط المحتوى المطلوب إنجازه خلال الفترة المتبقية.

تقول المعلمة فاطمة أحمد إن الاستعدادات داخل المدارس بدأت مبكرا لأن الوقت المتاح لتطبيق المناهج أصبح أقل، لكن الدعم التقني عبر منصة مدرستي يلعب دور كبير في سد الفجوات وتوفير بدائل تعليمية تساعد الطلاب على مواصلة التعلم دون انقطاع.

تساؤلات حول مستقبل التعليم في رمضان

يبقى السؤال المطروح الآن: هل ستنجح السعودية في تقديم نموذج جديد للتعليم الرمضاني يوازن بين الروح الإيمانية وكفاءة التحصيل الدراسي؟ التجربة ما زالت في بدايتها، والنتائج التي ستظهر خلال الأسابيع المقبلة ستكون مؤشر مهم على مدى نجاح النظام الجديد وقدرته على الاستمرار.

ومهما كانت الآراء، فإن هذا التحول يمثل نقطة انعطاف مهمة في السياسات التعليمية، وقد يكون بداية لمرحلة تتشكل فيها رؤية أكثر إنسانية ومرونة تجاه التعليم في العالم العربي.