كانتي يضع العقدة في المنشار وإدارة الاتحاد في ورطة كبيرة بسبب هذا الشرط

كانتي يضع العقدة في المنشار وإدارة الاتحاد في ورطة كبيرة بسبب هذا الشرط
  • آخر تحديث

يعيش نادي الاتحاد لحظات دقيقة قد تحدد ملامح مستقبله في ما تبقى من الموسم، فبين تراجع النتائج وتذبذب الأداء، تبرز أزمة جديدة أكثر تعقيد تتعلق بمستقبل نجم الوسط الفرنسي نجولو كانتي.

كانتي يضع العقدة في المنشار وإدارة الاتحاد في ورطة كبيرة بسبب هذا الشرط 

ومع اقتراب اللاعب من دخول الفترة الحرة مطلع العام المقبل، تزداد الضغوط، ويتصاعد القلق داخل أروقة النادي، خاصة أن أي تأخير إضافي في حسم مصير اللاعب قد يفتح الباب أمام سيناريوهات قد لا تكون في صالح العميد.

ورغم محاولات النادي لاستعادة توازنه وسط موسم صعب، فإن ملف كانتي بات يشبه كرة ثلج تتدحرج بسرعة، وقد تنفجر في أي لحظة إذا لم تتعامل الإدارة مع الموقف بحذر وواقعية.

بداية الغموض وتوتر العلاقة

بدأت علامات التوتر بين اللاعب والنادي تظهر قبل عدة أشهر، حين تحدثت مصادر مقربة من كانتي عن انزعاجه من الطريقة التي تعاملت بها الإدارة مع اتفاق التجديد السابق.

فقد كان من المفترض أن يتم التفاوض على تمديد العقد لموسم إضافي، إلا أن النادي لم يظهر أي رغبة واضحة في تفعيل هذا الاتفاق، وهو ما فُسّر بأنه توجه لاستبدال اللاعب بنجوم أصغر سن وأقل تكلفة مالية.

وخلال تلك الفترة، خرج وكيل أعمال اللاعب، عبدالكريم دويس، ليؤكد أن استمرار كانتي مرتبط بموافقة الإدارة على شروط محددة، مضيف بأن أي تجاهل لمطالبه سيعني مغادرة اللاعب للنادي.

ورغم الضجة التي أثارتها هذه التصريحات، التزمت إدارة الاتحاد الصمت، مما ساهم في زيادة الغموض، وفتح الباب أمام تكهنات عديدة بشأن مستقبل النجم الفرنسي.

تألق داخل الملعب رغم المشاكل

ورغم كل ما أثير خارج الملعب، إلا أن كانتي حافظ على أعلى درجات الاحترافية، واستمر في تقديم مستويات استثنائية جعلته أحد أعمدة الفريق الرئيسية.

فقد خاض معظم مباريات الموسم دون غياب يذكر، وأثبت حضوره في كل مواجهة بفضل معدلات ركضه العالية وقدرته على تغطية المساحات وإغلاق وسط الملعب.

كما أن مشاركته المستمرة وظهوره المتألق لم ينعكسا فقط على أداء الاتحاد، بل كان لهما أثر مباشر على عودته إلى قائمة المنتخب الفرنسي بعد غياب طويل.

وأشاد مدرب الديوك ديدييه ديشامب بقدرات اللاعب مؤكد أنه ما زال قادر على العطاء في أعلى المستويات، وهو ما رفع أسهمه وزاد من قيمة بقائه في الاتحاد.

تصريحات تزيد المشهد تعقيد

فاجأ كانتي الجميع خلال فترة التوقف الدولي بتصريحات حملت الكثير من علامات الاستفهام، حين سئل عن احتمالية استمراره مع الاتحاد أو العودة للدوري الفرنسي، ليجيب بجملة قصيرة أثارت جدل واسع: لا أعرف ما سيحدث في المستقبل، أحاول التركيز على ما تبقى لدي من سنوات في كرة القدم.

هذا الرد فتح الباب أمام احتمالات عديدة، خصوصا أنه يتزامن مع اقتراب دخوله الفترة الحرة، وتأكيد مصادر مختلفة وجود عروض أوروبية وعربية ضخمة على طاولة اللاعب.

ويبدو أن هذه التصريحات دفعت إدارة الاتحاد إلى إعادة تقييم موقفها، إدراك منها بأن خسارة اللاعب ستكون ضربة كبيرة للفريق من الناحية الفنية.

خيارات مفتوحة واحتمالات مثيرة

أمام كانتي اليوم مجموعة واسعة من السيناريوهات، بعضها قد يمثل صدمة لجماهير الاتحاد إذا اختار اللاعب الانتقال إلى أحد منافسيه المباشرين في الدوري السعودي.

فقد ارتبط اسم الهلال والنصر خلال الفترة الماضية بالرغبة في ضم لاعب وسط يملك الخبرة والجودة اللتين يتمتع بهما كانتي.

الهلال يبحث عن عنصر إضافي في وسط الملعب يشكل شراكة قوية مع نجومه الأجانب، بينما يعاني النصر من نقص واضح في هذا المركز بعد رحيل أوتافيو، وهو ما جعل التعاقد مع كانتي ضمن الخيارات المثالية.

من جهة أخرى، يمتلك اللاعب عروض أوروبية قد تعيده إلى القارة العجوز عبر بوابات موناكو أو وست هام أو نيوكاسل، إلى جانب اهتمام من أندية فرنسية ترغب في الاستفادة من خبرته.

اتحاد جدة في موقف لا يُحسد عليه

المشهد اليوم مختلف تماما عما كان عليه مطلع الموسم. فقد أصبح الاتحاد هو الطرف الأكثر حاجة لإنهاء المفاوضات سريعا، بينما يمسك كانتي بزمام الأمور بعد أن أثبت قيمته داخل الملعب وخارجه.

يعلم النادي جيد أن خسارة لاعب بهذه المواصفات ستكون مكلفة فنيا وإداريا، وأن تعويضه لن يكون سهل في سوق انتقالات مليء بالمنافسة الشرسة على اللاعبين المميزين.

ومع تقدم الوقت، ترتفع فرص رحيل اللاعب ما لم تقدم الإدارة عرض مقنع يحقق تطلعاته من حيث الراتب والمكافآت ومدة العقد.

هل ينجح الاتحاد في إنقاذ الموقف؟

تواجه إدارة الاتحاد اختبار حقيقي قد يحدد مصير الموسم بل وربما مستقبل مشروعها الرياضي. فإما أن تتوصل لاتفاق سريع يضمن بقاء كانتي ويغلق الباب أمام الأندية المنافسة، أو تفتح على نفسها باب من المتاعب بفقدان أحد أهم لاعبيها المؤثرين.

ويبقى السؤال الأهم الذي يشغل الجماهير: هل يميل كانتي إلى الاستمرار واستكمال مشروعه مع الاتحاد، أم يقرر خوض مغامرة جديدة تعيده إلى أوروبا أو تقربه من أحد الأندية الكبرى في السعودية؟