تقرير دولي: الدين يدفع السعودية لتحقيق إنجاز عالمي غير مسبوق

الدين يدفع السعودية لتحقيق إنجاز عالمي غير مسبوق
  • آخر تحديث

في الوقت الذي تتجه فيه دول كبرى نحو مستويات مقلقة من الديون وتواجه صعوبات في إدارة التزاماتها المالية، تبرز المملكة العربية السعودية كنموذج مختلف تماما، حيث استطاعت أن تحجز لنفسها موقع مرموق بين أقوى اقتصادات العالم، وتحديدا بين دول مجموعة العشرين.

الدين يدفع السعودية لتحقيق إنجاز عالمي غير مسبوق 

فبينما تتعثر معظم الدول في مواجهة تكلفة خدمة الديون، تظهر المملكة كاستثناء فريد، بعدما احتلت المرتبة الثالثة عالمي في انخفاض نسبة الدين قياس بالناتج المحلي، وهو إنجاز يكشف حجم التحول الاقتصادي الذي تشهده البلاد، ويؤكد أن السياسات المالية التي تبنتها الدولة خلال السنوات الماضية لم تكن خطوات مرحلية، بل مشروع متكامل أعاد تشكيل البنية الاقتصادية وأسس لمرحلة جديدة من الاستقرار.

هذا التفوق يطرح تساؤلات حول الآليات التي مكنت المملكة العربية السعودية من التقدم على دول ذات اقتصادات صناعية عملاقة، وكيف استطاعت الخروج من دوامة الديون التي يعيشها العالم اليوم، وهو ما تظهره المؤشرات الحديثة.

موقع متقدم بين دول العشرين

حققت المملكة نسبة دين تقل عن ثلاثين في المئة من الناتج المحلي، وهي نسبة متدنية مقارنة بمعظم دول مجموعة العشرين التي تجاوزت ديونها مستويات مرتفعة.

هذا الفارق يمنح المملكة قدرة استثنائية على توجيه مواردها نحو التنمية بدلا من إنفاقها على خدمة الديون، إذ تشير التقديرات إلى أن ما توفره المملكة من تكلفة الدين يلامس حدود التريليون ريال سنويا مقارنة بغيرها من الدول ذات الأعباء المالية الثقيلة.

أثر رؤية 2030 في بناء اقتصاد قوي

هذا الإنجاز لم يأتي من فراغ، بل هو نتيجة مباشرة لاستراتيجية رؤية 2030 التي قادت إلى توسيع قاعدة الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على النفط.

وقد أسهمت هذه الاستراتيجية في تنمية مصادر دخل جديدة، وتعزيز كفاءة الإنفاق الحكومي، وتحسين إدارة الموارد، مما أدى إلى تراجع مستويات الدين بعد أن بلغت ذروتها قبل عدة أعوام.

وتشير المقارنات إلى أن المملكة تجاوزت أزمات مالية عالمية كبرى، أبرزها أزمة عام 2008، بفضل قدرتها على ضبط السياسات المالية وتوجيه الاستثمارات نحو مشاريع نوعية طويلة المدى.

انعكاس الإنجاز على حياة المواطنين

يقود هذا الوضع المالي المستقر إلى تأثيرات ملموسة على حياة الأفراد، من بينها انخفاض تكلفة الاقتراض، واستقرار أسعار السلع، وزيادة فرص الاستثمار في قطاعات متنوعة.

كما يسهم في تعزيز الإنفاق الحكومي على المشاريع الكبرى، وتطوير البنية التحتية، ورفع جودة الخدمات العامة، مما يجعل المواطن شريك مباشر في ثمار هذا النجاح.

ثقة عالمية وتحسن في التصنيف الائتماني

من الطبيعي أن ينعكس هذا الأداء الإيجابي على نظرة المؤسسات المالية الدولية، حيث تتوقع تقارير متخصصة استمرار تحسن التصنيف الائتماني للمملكة، بما يعزز قدرتها على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، ويجعل السوق السعودية مقصد آمن للمستثمرين في ظل الاضطرابات الاقتصادية التي تعيشها كثير من الدول.

مستقبل مالي يقود إلى الريادة

باتت المملكة اليوم أمام فرصة تاريخية لتعزيز حضورها الاقتصادي إقليمي وعالمي، مستفيدة من استقرارها المالي، ورؤيتها الواضحة تجاه التنمية المستدامة.

وتشير المؤشرات إلى أن السنوات القادمة قد تشهد ارتفاع في حجم المشاريع الكبرى، وتوسع في الأنشطة الاقتصادية، بما يجعل المملكة نموذج يحتذى به في الإدارة المالية الرشيدة.

ويبقى السؤال الذي يطرحه المراقبون: هل تتجه السعودية نحو أن تصبح أحد أقوى الاقتصادات المؤثرة عالميا خلال العقد القادم؟