الجنيه السوداني يواصل النزيف مقابل الريال السعودي ويلامس قبل ساعات هذه المستويات الجديدة

الجنيه السوداني يواصل النزيف مقابل الريال السعودي
  • آخر تحديث

يشهد سوق الصرف في السودان حالة من التذبذب الواضح في أسعار العملات الأجنبية، في ظل تقلبات اقتصادية مستمرة وتفاوت كبير بين الأسعار الرسمية المعتمدة من البنوك والأسعار المتداولة في السوق الموازي، حيث لا يزال الريال السعودي واحد من أكثر العملات طلب في المعاملات التجارية والتحويلات الشخصية.

الجنيه السوداني يواصل النزيف مقابل الريال السعودي

وتأتي هذه التحركات في وقت يواجه فيه الاقتصاد السوداني تحديات حقيقية تتعلق بتراجع قيمة العملة الوطنية، وارتفاع معدلات التضخم، وصعوبة الحصول على النقد الأجنبي عبر القنوات الرسمية، ما يدفع الأفراد والتجار إلى اللجوء للأسواق الموازية لتغطية احتياجاتهم اليومية.

يوم الجمعة الموافق 7 نوفمبر 2025م شهد السوق السوداني تفاوت واضح في سعر صرف الريال السعودي مقابل الجنيه، سواء بين المصارف الرسمية أو في السوق السوداء، حيث أظهرت المؤشرات المصرفية أن الفارق بين السعرين الرسمي وغير الرسمي تجاوز في بعض الحالات 280 جنيه، وهو ما يعكس اتساع الفجوة بين العرض والطلب على النقد الأجنبي واستمرار الضغوط على الجنيه السوداني.

حركة الأسعار في البنوك والسوق الموازي

بحسب آخر التحديثات المصرفية، تراوحت أسعار صرف الريال السعودي في السوق الموازي بين 973.333 و1052.13 جنيه، في حين سجلت البنوك السودانية أسعار أقل بكثير ضمن نطاق يتراوح بين 570 و692 جنيه، ما يدل على استمرار اعتماد السوق على المصادر غير الرسمية لتلبية الطلب المتزايد على العملات الأجنبية، خاصة مع ضعف تدفقات النقد الخارجي وصعوبة حصول البنوك على السيولة بالريال السعودي.

وفيما يلي القيم المسجلة اليوم لصرف الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني:

الجهة سعر الشراء (جنيه) سعر البيع (جنيه)
السوق الموازي 973.333 – 1052.13
بنك الخرطوم 648.64 653.52
بنك العمال الوطني 613.33 617.93
بنك أم درمان الوطني 666.67 671.67
بنك فيصل الإسلامي 680.00 685.10
بنك النيل 687.00 692.15
البنك السوداني السعودي 570.00 574.28
البنك الأهلي السوداني 639.84 644.64
بنك الجزيرة السوداني الأردني 640.00 644.80

تحليل الفروقات السعرية بين الجهات

تظهر البيانات أن بنك النيل قد سجل أعلى سعر شراء للريال السعودي عند 687 جنيه، ما يشير إلى سعيه لجذب مزيد من العملاء عبر تقديم أسعار تنافسية مقارنة ببقية البنوك.

أما أدنى سعر شراء فقد جاء لدى البنك السوداني السعودي عند مستوى 570 جنيه فقط، وهو ما يعكس تباين سياسات البنوك في تسعير العملات وفقا لمصادر السيولة المتاحة لديها.

من ناحية أخرى، يواصل السوق الموازي تصدره للمشهد المالي، بفارق كبير يصل إلى أكثر من 280 جنيه عن أعلى سعر رسمي، ما يؤكد استمرار الفجوة بين السوقين وغياب آليات ضبط فعالة قادرة على تقليص هذا التباين، رغم الجهود الحكومية الرامية إلى استقرار سعر الصرف وتوحيد السعر الرسمي.

انعكاسات الوضع على الاقتصاد المحلي

هذا التفاوت في الأسعار لا يقتصر أثره على سوق العملات فحسب، بل يمتد ليشمل مختلف جوانب الاقتصاد السوداني.

فارتفاع سعر الريال السعودي في السوق الموازي ينعكس مباشرة على أسعار السلع المستوردة من الخارج، بما في ذلك المواد الغذائية والوقود والدواء، مما يؤدي إلى زيادة أعباء المعيشة على المواطنين.

كما يضعف ثقة المستثمرين في استقرار السوق النقدي ويعقد من جهود جذب الاستثمارات الأجنبية التي تعتمد على وضوح السياسات المالية والنقدية.

توقعات المرحلة المقبلة

يرى محللون اقتصاديون أن استقرار سعر صرف الريال السعودي في السودان مرهون بقدرة الحكومة على تعزيز احتياطاتها من النقد الأجنبي، وزيادة تدفقات التحويلات المالية عبر القنوات الرسمية، إلى جانب تبني سياسات مصرفية مرنة تسمح للبنوك بالمنافسة العادلة مع السوق الموازي.

كما يتوقع أن تشهد الأسعار تقلبات محدودة خلال الأسابيع المقبلة مع استمرار محاولات البنك المركزي الحد من المضاربات ودعم سعر الجنيه بآليات أكثر فاعلية.

يبقى الريال السعودي عملة أساسية في السوق السوداني، ليس فقط لارتباطه المباشر بالحركة التجارية مع المملكة العربية السعودية، بل أيضا لاعتماده الكبير في تحويلات المغتربين التي تشكل مورد رئيسي للعملات الأجنبية في البلاد.